للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسارت فى إثره وعدّت البحر ووصلت إلى الروم، فصادفتها كرسالية الفرنج فى البحر، فقطعوا عليها الطريق وأخذوا أموالها، وخرجت إلى ساحل صمصون (١)، ثم جاءت إلى أماسية، فصادفت بها زوجة سيف الدين طرنطاى، فأحسنت إليها وأنزلتها فى منزلها وأضافتها مدة شهر، وبلغ أبغا وصولها، فأمر بأن تحمل إلى الأردو مكّرمة، فلما وصلت إلى قريب الأردو خرجت الخواتين ونساء أبغا لتلقّيها، وسألها أبغا عما اتفق لها ومن من أهل الروم أكرمها أو خدمها، فأخبرته بإكرام كرجى خاتون زوجة طرنطاى لها وما عاملتها به من الخير، وكانت كرجى خاتون قد أعلمتها [٦٤١] بحال سنان الدين الرّومىّ ولدها وأنه معتقل بالديار المصريّة، وأنها تختار أن تتحيّل له فى الخلاص، وتخشى من أبغا أن تسيّر رسولا إلى مصر أو هدية أو غير ذلك، فأجرت أرباى خاتون الحديث مع أبغا، فأمر بأن يكتب مرسوم إلى صمغار نائبه فى الروم أن يقطع انطالية - باللام - لوالدة سنان الدين الرومىّ لتكون بها قريبة من ولدها، وأن يؤذن لها فى التحيّل على خلاصة بما تختاره من الرسل وغيرهم إما ظاهرا وإما سرّا، فتوجه الأمير سيف الدين طرنطاى وزوجته من أماسية إلى انطاليه وجهّزا رسولا وهدية إلى الديار المصريّة بسبب ولدهما، فكان ما سنذكره إن شاء الله تعالى (٢).


(١) «سامسون» فى زبدة الفكرة.
(٢) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٩٢ ب، ٩٣ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>