للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في يوم الاثنين الخامس عشر من شهر رمضان، الأمير بدر الدين بكتوت الفتاح، والأمير سيف الدين بكتمر الأبوبكري السلحدار، وحسام الدين قرا لاجين أمير مجلس، وسيف الدين باينجار ومضافوهم، فلما كانت عشية النهار حضر إليه سيف الدين بلبان الطغريلي المعروف بتاكز، وكان ممن وجهه إلى صوب سيف الدين [برلغى] (١) لحفظ الطرقات، وهو على حالة من القلق وغاية من الانزعاج والفرق، وأخبره بمسير [برلغي] (٢) والأمراء، الذين معه والعساكر لأجل اللحاق بالملك الناصر، فزاد اضطرابه، ووهت أسبابه، وكانت حاله كما قال ثابت [قطنة] (٣):

كل القبائل بايعوك على الذي … تدعو إليه وتابعوك وساروا

حتى إذا اشتجر (٤) القنا وتركتهم … رهن الأَسِنَّة أسلموك وظَاهَرُوا (٥)

وبات تقلبه الأفكار، ولا يعلم الإيراد من الإصدار.

[ذكر خروج الناصر من دمشق]

لما اجتمع النواب في البلاد الشامية عند الملك الناصر في دمشق طلب قراسنقر وقفجق واسندمر وقطلوبك والحاج بهادر، وقال لهم: أقوش الأفرم حضر، وما بقى لنا إلا


(١) بلرغي: في الأصل، والتصويب مما سبق.
(٢) بلرغي: في الأصل، والتصويب مما سبق.
(٣) إضافة من التحفة الملوكية ٢٠٠.
وهو: ثابت بن كعب، أبو العلاء، ويعرف بثابت قطنة لأنه أصابه سهم في إحدى عينيه فجعل موضعها قطنة، وهو شاعر شجاع، كان في صحابة يزيد بن المهلب، قتل سنة ١١٠ هـ/ ٧٢٨ م، ينظر الوافي بالوفيات ١٠/ ٤٥٩ رقم ٤٩٦٠، الأعلام ٢/ ٩٨.
(٤) استنجر: في الأصل، والتصويب من التحفة الملوكية ٢٠٠.
(٥) وطاروا: في وفيات الأعيان ٦/ ٣٠٧
والبيتان من رثاء ثابت قطنة ليزيد بن المهلب عندما قتل يزيد في إحدى المعارك سنة ١٠٢ هـ، ينظر وفيات الأعيان ٦/ ٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>