للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر ظهور دابّة عجيبة من النيل:

بتاريخ يوم الخميس الرابع من جمادى الآخرة: ظهرت دابة عجيبة الخلق (١) من بحر النيل إلى أرض المنوفية، وهذه صفتها: لونها لون الجاموس بلا شعر، وآذانها كآذان الجمل، وعيناها وفرجها مثل الناقة، يغطى فرجها ذنب طوله شبر ونصف طرفه كذنب السمك، ورقبتها مثل غلظ الكيس (٢) المحشوّ تبنا، وفمها وشفتاها مثل الكربال، ولها أربعة أنياب اثنان من فوق واثنان من أسفل طولها دون شبر وعرض أصبعين، وفى فمها ثمانية وأربعون ضرسا وسنا مثل بنادق الشطرنج، وطول يديها من باطنها إلى الأرض شبران ونصف، ومن ركبتها إلى حافرها مثل أظافير الجمل، وعرض ظهرها مقدار ذراعين ونصف، وطولها من فمها إلى ذنبها خمسة عشر قدما (٣)، وفى بطنها ثلاثة كروش، ولحمها أحمر، وزفرته مثل السمك، وطعمه كلحم الجمل، وغلظ جلدها أربع أصابع ما تعمل فيه السيوف، وحمل جلدها على خمسة جمال (٤) فى مقدار ساعة من ثقله على جمل بعد جمل، وأحضروه إلى القلعة المعمورة بحضرة السلطان، وحشوه تبنا، وأقاموه بين يديه، ذكر هذا الشيخ علم الدين البرزالى فى تاريخه.

وقال النويرى: وهى التى تسمى فرس البحر، كانت تطلع ترعى فى البرّ، ثم تعود إلى البحر، فرصدها الصيادون وصادوها بالمنوفية، وهى سوداء قدر


(١) «تعرف بفرس البحر» - فى كنز الدرر ج‍ ٩ ص ٨٠.
(٢) «التيس» فى السلوك، و «التليس» فى النجوم الزاهرة، و «التيس» فى البداية والنهاية.
(٣) هكذا بالأصل.
(٤) «أجمال» فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>