للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمصلين، وجددّ المأذنة وعمر فيها زيادة، وأوقف عليه أوقافا حسنة، ووضع فيه مدرسا، وحديثا، وصدقة، ومؤذنين، وقراء، وفقهاء، ورتب لهم الرواتب والصدقات، وأوقف وقفا يكفى ذلك كله (١)، وعند هدم المأذنة وجدوا فى ركن منها كفا بزنده ملفوفا فى قطن، وعليه أسطر مكتوبة لم يعلم أحد ما هى، والكف طرية، وعجزوا عن قراءة الكتابة.

وتصدى الأمير سيف الدين سلار لعمارة الجامع الأزهر وإصلاحه، وإصلاح مأذنته، وإصلاح الواجهة التى وقعت، وجدّد فيه جميع أماكنه، وبلّطه وبيّضه، وأنفق عليه نفقات كثيرة، وكان للأمير شمس الدين سنقر الأعسر مشاركة له فى الجامع الأزهر.

وعمر جامع الصالح الذى خارج باب الزويلة من مال بيت المال، وكان الأمير علم الدين سنجر مشده، وأرصدوا لعمارة مأذنة [٣٠٠] المنصورية الأمير سيف الدين كهرواس الزرّاق، وأصرف على عمارتها من مال الوقف، ورسم للأمير ركن الدين بيبرس بالسفر لثغر إسكندرية ليكشف (٢) ما هدم من المنار وغيره، وأن يرمم جميع ما يحتاج إلى الترميم، وكان نائب إسكندرية كتب إلى السلطان أن الذى هدم من المنارستا وأربعين بدنة (٣)، ومن السور خمس عشرة بدنة، ورسم السلطان أن يعمر جميع ذلك من مال السلطان.


(١) انظر وثائق وقف السلطان بيبرس الجاشنكير - فهرست وثائق القاهرة ص ٨ - ٩ مسلسل ٢٥، ٢٦.
(٢) «ليكشف» فى الأصل.
(٣) البدنة: فى العمارة المملوكية هى الدعامة القائمة بذاتها، أى حاملة، وتكون عادة من الطوب أو الحجر، وقد تكون مربعة أو مستطيلة المسقط - المصطلحات المعمارية فى الوثائق المملوكية ص ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>