للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جدا، اللهم إلا إذا كان تعوق فى الطريق لعروض مرض أو غيره، أو يكون زار القدس والخليل وأقام فيهما أياما.

وقد ذكرنا أن السلطان الملك الظاهر تلقاه يوم دخوله، وأنزله فى البرج الكبير فى قلعة الجبل، وأجرى عليه الأرزاق الدارة والإحسان.

[الثالث: فى بيعته]

قال ابن كثير: لما كان يوم الخميس ثانى (١) المحرم من سنة إحدى وستين وستمائة جلس الملك الظاهر ركن الدين بيبرس وأمراؤه وأهل الحل والعقد فى الإيوان الكبير بقلعة الجبل، وجاء الخليفة الحاكم بأمر الله راكبا حتى نزل عند الإيوان، وقد بسط له إلى جانب السلطان، وذلك بعد ثبوت نسبه، فقرئ نسبه على الناس، ثم أقبل عليه الملك الظاهر فبايعه، وبايعه الناس بعده، وكان يوما مشهودا (٢).

وقال بيبرس: ولما كان الثانى من المحرم من سنة إحدى وستين وستمائة أحضره السلطان ليقرر له الإمامة ويبايعه على الخلافة بحكم وفاة الإمام المستنصر بالله شهيدا بسيوف التتار، قتيلا بأيدى الكفار، فلم يرد أن يبقى منصب الخلافة شاغرا، وفوها فارغا، فأحضر الإمام المذكور راكبا إلى الإيوان الكبير الكاملى بقلعة الجبل، وأجلسه، وجلس إلى جانبه، وعملت له شجرة النسب العباسى، وبايعه السلطان على كتاب الله، وسنة رسوله، والأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، وجهاد


(١) «ثامن» من الأصل، والتصحيح من البداية والنهاية، وهو يتفق مع ما يلى، وانظر التوفيقات الإلهامية ص ٣٣١.
(٢) البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>