للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له فى ذى القعدة سنة سبع وخمسين وستمائة، فقدر الله على يديه نصرة الإسلام بعين جالوت كما ذكرنا.

[الثانى فى سيرته]

كان شجاعا، بطلا، كثير الخير، محبّا للإسلام وأهله، وهم يحبّونه، وذكر عنه أنه لما كان فى المعركة يوم عين جالوت قتل جواده ولم يجد أحدا فى الساعة الراهنة من الوشاقيّة (١) الذين معهم الجنائب، فترجل، وبقى كذلك واقفا على الأرض، ثابتا فى محل المعركة وموضع السلطنة من القلب، فلما رآه بعض الأمراء ترجّل عن فرسة وحلف على السلطان ليركب، فامتنع السلطان وقال: ما كنت لأحرم المسلمين نفعك، ولم يزل كذلك حتى جاءت الوشاقيّة، فركب، فلامه بعض الأمراء وقال ياخوند: لم لا ركبت فرس فلان؟ فلو كان رآك بعض الأمراء لقتلك وهلك الإسلام بسببك. فقال: أما أنا فكنت أروح إلى الجنة [٤٤٢]، وأما الإسلام فله ربّ لا يضيّعه، قد قتل فلان وفلان وفلان وعدد خلقا من الملوك، فلم يضيّع الله الإسلام (٢).

وكان حين ساق من الديار المصرية كان فى خدمته خلق من كبار الأمراء من البحريّة وغيرهم، ومعه الملك المنصور صاحب حماة، وجماعة من أبناء الملوك، فأرسل إلى صاحب حماة يقول له: لا تعتنى بمدّ سماط فى هذه الأيام، وليكن مع الجندى لحمه فى سولقه يأكلها، والعجل العجل.


(١) الأوشاقية أو الأوجاقية: جمع أوشاق أو أوجاق: فرقة من خدم السلطان عملها ركوب الخيل للتسبير والرياضة - صبح الأعشى ج‍ ٥ ص ٤٥٤.
(٢) انظر ذيل مرآة الزمان ج‍ ١ ص ٢٨٠ - ٢٨١، البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>