للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه، ثم قال له بيبرس: أبصر [٤٤١] لى، فضرب وجعل يصوّب النظر إلى الآخر ويتعجّب. فقال له: قل. فقال: أنت أيضا تملك مصر ويطول ملكك، فضحكنا، ثم قلت له: فابصر لى، فضرب وقال: أنت يحصل لك إمرة كبيرة وهذا سهبها، وأشار إلى بيبرس البندقدارى، ويقتل هذا وأشار إلى قطز، فو الله ما خرم من قوله ذرة (١).

وحكى ركن الدين الجزرى أستاذ الفارس أقطاى قال: كنا عند قطز فى فى أول دولة استاذه الملك المعزّ أيبك، وقد حضر عنده منجم مغربىّ موصوف بالحذق، فأمر من كان هناك بالإنصراف إلا أنا. وقال للمنجم: اضرب وانظر من يملك مصر بعد أستاذ المعزّ ويكسر التتار، فضرب وجعل يعدّ على أصابعه وقال: يطلع لى اسم فيه خمس حروف بلا نقط، وأبوه أيضا كذلك، وأنت فاسمك ثلاثة أحرف، فتبسّم قطز وقال له: لم لا تقول محمود بن مودود؟ فقال المنجم: هو والله هذا. قال قطز: أنا محمود بن مودود، أنا الذى أكسر التتار وآخذ بثأر خالى خوارزم شاه منهم.

وأمّا مبدأ أمر قطز فإنّ السلطان الملك المعزّ أيبك اشتراه وهو أمير، فربّاه وأحسن تربيته، ولما قتل (٢) أستاذه قام فى تولية ابنه الملك المنصور نور الدين على ابن المعز، وكان حينئذ أتابك العساكر بالديار المصرية، ولما سمع بأمر التتار خاف أن تختلف الكلمة بسبب صغر ابن أستاذه، فعزله ودعا إلى نفسه، فبويع


(١) فقلا عن نهاية الأرب بتصرف ج‍ ٢٧ ورقة ١٣٧.
(٢) «قام» فى الأصل، وهو تحريف، والتصحيح يتفق وسير الأحداث، ومع ما ورد فى البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>