للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحضرت العساكر ونواب الممالك والمقدمون وغيرهم، وحلفوا له على طبقاتهم ومراتبهم، الكبير منهم والصغير، والأمير والوزير، وأرباب الوظائف والأشغال، فلما تكامل الحلف واتسق النظام المؤتلف، وأُنشدَت هذه الأبيات (١):

تهنأت الدنيا بمقدمه الذي … أضاءت له الآفاق شرقًا ومَغْربَا

وأما سرير المُلك فاهتز رفعة … ليبلغ في التشريف قصدًا ومطلبَا

وتاق إلى أن يعلو المَلِك فوقه … كما قد حوى من قبله الأخ والأبا

[ذكر ما جرى للأمير سلار]

ولما تكامل الحلف سأل الأمير سيف الدين سلار دستورا بالتوجه إلى الشوبك، فإنها جارية في إقطاعه، فأعطاه الدستور، وخَلع عليه خُلعة العزل من النيابة، وكانت أسنى من خُلعة حال الولاية، وأعطاه حياصة من ذهب مرصعة، وأكرمه وودعه، وسار من فوره سريعًا، وكان نزوله من القلعة عصر يوم الجمعة ثالث شوال، فكانت مدته في نيابة السلطنة إحدى عشرة سنة، ورحل بكرة السبت رابع الشهر وتوجه معه الأمير نظام الدين آدم مؤنسًا له، واستقر ولده أميرًا على الباب العزيز، وأعطاه السلطان عشرة طواشية، وأقام عنده من تأخر عن والده من الألزام والحاشية (٢).

[ذكر ما جرى للملك المظفر بعد قدوم الناصر]

قال بيبرس في تاريخه: ثم إن السلطان رسم لي وللأمير سيف الدين بهادر آص بالتوجه إلى المظفر باستحلافه على ما تقرر من الأمور، فتوجهنا إليه إلى أعمال إخميم (٣)،


(١) الأبيات التالية منسوبة إلى محمد بن موسى الداعي، ينظر كنز الدرر ٩/ ١٩٢.
(٢) ينظر التحفة الملوكية ٢٠٦، المختصر ٤/ ٥٨.
(٣) إخميم: بالكسر ثم السكون، بلد قديم على شاطئ النيل بالصعيد، معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>