للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العادل ما فعله إلا ليكون نائبا عنه إلى حين يكبر ويصلح للملك، فهو الآن نائب عنه، ولما سمعت والدته بذلك أجابت إلى كلامه، وقرر سفره صحبة بهادر الحموى، والأمير سلار، والأمير تمربغا رأس نوبة، وأمر أن يكون مملوكه أرغون الدويدار صحبته ومعه عشرون مملوكا، ففرح الناصر بذلك ولا سيما وكان قد وجد حصرا عظيما من أولاد العادل وإهانة ونكدا.

وكتب لاجين أيضا لجمال الدين نائب الكرك، وعرّفه بوصول الناصر إليه، وأنه إذا وصل اليه يكرمه ويحترمه، ثم إنه سفره فى الليل وأعطى له ألف دينار وتشريفا، وكتب كتابا إلى نائب الكرك، وذكر فيه أنه نائب عنه إلى أن يبلغ، وأنه ما فعل بالعادل ما فعله إلا لأجله، ثم إنه لما وصل إلى الكرك (١) نزل إليه النائب وتلقاه وأكرمه، وطلع به، فأجلسه مكان جلوسه، ووقف هو والأمراء بين يديه، ومدّ له سماطا عظيما، وقرر عنده سائر ما يحتاج إليه الملك من أرباب الوظائف، وأقام الأمير سلار عنده ثلاثة أيام، ثم عاد، وقصد تمربغا عوده، فمنعه من ذلك وعرفه نائب الكرك أنه قد ورد مرسوم بإقامته بالكرك مع أستاذه فى خدمته، فامتثل المرسوم وأقام عنده.

ذكر القبض على الأويراتيّة

قد تقدم ذكر حضورهم ووصولهم إلى الديار المصرية، وكيف حصل لهم الحظ الوافر والتقرب عند العادل، وأنه قدمهم على أكابر الأمراء لكونهم من جنسه، (٢) وكان قد اتفق أن العادل شرب معهم يوما قمزا وجرى بينهم حديث البلاد


(١) «فى رابع ربيع الأول» سنة ٦٩٧ هـ‍ فى السلوك ج‍ ١ ص ٨٣٣.
(٢) انظر ما سبق ص ٢٧٨ وما بعدها، ص ٣٠٤ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>