ومنها: أنه أرسل إلى ولدى صاحب الروم وهما عز الدين كيكاوس، وركن الدين قليج أرسلان، يستدعيهما إليه فسارا إليه، وذلك أن الرسل الذين كانوا قد توجهوا مع أخيهما علاء الدين كيقباذ إلى منكوقان أخى هلاون عادوا إلى الروم فى هذه السنة، فوجدوا بيجو فعل بقونية وغيرها ما فعل والسلطان عز الدين كيكاوس قد هرب إلى قلعة العلائية، وكان أخوه فى محبسه، فخلص وهو بقونية، فأحضروا إليهما يرليغ منكوقان، فاستقرت خواطرهما وتوطنا، وتراجع الناس إليهما، وتقررت قسمة البلاد بينهما، وإنحاز إلى كل منهما جماعة من الأمراء.
فكان ممن إنحاز إلى السلطان عز الدين الأمير قرطاى الأتابك، وشمس الدين الحرمانى، وشمس الدين توتاش، وخواجه جهان، ووزيره عز الدين كل.
وكان من أمراء السلطان ركن الدين قليج أرسلان الأمير أرسلان دغمش الأتابك، وقد ذكرنا انحرافه عن السلطان عز الدين، وأنه انهزم قدام بيجو غيظا من السلطان، وانحاز إلى السلطان ركن الدين، والأمير سيف الدين طرنطاى صاحب أماسية الملقب بكلر باكى، والأمير خطير الدين، والأمير معين الدين سليمان البرواناه، ووزيره الصاحب شمس الدين الطغرائى.
ولما عزم هلاون على السير إلى حلب وعبر الفرات، استدعى السلطانين المذكورين كيكاوس وقليج أرسلان، فسارا إليه وحضرا معه فى أخذ حلب.