للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بيبرس فى تاريخه: لما كان ذات ليلة من الليالى، نهض الذين فى الكبش والميدان وركبوا ودخلوا إلى المدينة، واستدعوا من كان فى دار الوزارة فلم يجيبوهم إلى ما قصدوا ولا وافقوهم فيما اعتمدوا، وهم سيف الدين يرلطاى وخوشداشيته، وهجموا خزانة البنود وأخرجوا من كان مسجونا [بها] (١) من خوشداشيتهم، ونهبوا من الإصطبلات ما أمكنهم، وبينما هم على ذلك إذ تبلج الصباح وبدا الضوء ولاح، فركب الأمراء الذين فى القلعة ومن عندهم من المماليك وقصدوهم فتصافوا تحت القلعة (٢).

[١٠٢]

[ذكر ركوب الأمراء والحاجب والوالى]

قال صاحب النزهة: لما وقع الصوت فى المدينة خرجت أصحاب الدكاكين وركب الوالى وأتى إلى باب الحاجب فأيقظه، فقام وركب، وبلغ الخبر إلى كتبغا، فجلس فى الشباك، وطلب قراسنقر ولاجين وبقية الأمراء، وقصد النزول إليهم فمنعوه، واتفق رأيهم على أن يعرفوا أصحاب النوبة الذين خارج باب القلعة فيروحون ويركبون الحاج بهادر والحاجب ومن من الأمراء ويأتى بهم إليهم، فإذا رأوه قد وصل بهم إليهم فتحوا باب القلعة ونزلوا هم أيضا، فوصل إلى الحاج بهادر من يعرفه الخبر، فساق من باب زويلة إلى أن وصل إلى سوق الخيل وضربت طبلخانات الأمراء وفتحوا باب القلعة ونزلت الأمراء الذين هناك مع المماليك السلطانية، فحملوا عليهم وهم فى سوق الخيل حملة صادقة، ولما رأى هؤلاء تلك الحملة مع كثرة الجموع خافوا ولم يثبتوا، بل انهزموا هزيمة فاضحة،


(١) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٢) انظر زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ١٨٧ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>