للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقلعة، ولما وقع اتفاقهم على ذلك خرجوا فى الثلث الأول من الليلة الثالثة عشر (١) من محرم هذه السنة على حمية من دار الوزارة، وكبسوا كل إصطبل وجدوه قريبا منهم، سواء كانت لجندى أو مقدّم أو أمير أو قاض أو عامى، فما مضى ساعة من الليل حتى ركب أكثرهم وبعضهم مشاة، فجاءوا إلى سوق السلاح وكسروا أبواب الدكاكين وأخذوا منها سلاحا وعددا على قدر كفايتهم، ووقع الصياح فى المدينة ورأت الناس منهم ما أعجزهم، فبلغ الخبر إلى الوالى والحاجب وأصحاب الحرس، فأخذوا فى الاحتراز منهم، ثم أنهم توجهوا إلى باب السعادة (٢) فأحرقوا أقفالها وكسروها، وخرجوا وذهبوا إلى سوق الخيل، وكان جميعهم على ميعاد واحد فى الركوب والاجتماع فى سوق الخيل، وكبسوا أيضا على إصطبل الجوق وركبوا كل خيل فيها، ثم اجتمعوا ووقفوا عند الإصطبل.

وفى تاريخ ابن كثير وغيره: لما كان يوم عاشوراء نهض جماعة من مماليك الأشرف، «وكبيرهم اثنان كتبغا وساطلمش (٣)»، وخرقوا حرمة السلطان وأرادوا الخروج [عليه (٤)]، وجاءوا إلى سوق السلاح، فأخذوا ما فيه (٥)، واحتاطوا على ما فى الإصطبلات من الخيل، وهجموا خزانة البنود، وأخرجوا من كان مسجونا بها من خشداشيتهم، واجتمعوا وذهبوا إلى سوق الخيل (٦).


(١) «وفى ليلة الأربعاء حادى عشرة» فى السلوك ج‍ ١ ص ٨٠٥.
(٢) باب سعادة: أحد أبواب القاهرة، ينسب إلى سعادة بن حيان غلام الخليفة المعز لدين الله الفاطمى - المواعظ والاعتبار ج‍ ١ ص ٣٨٣.
(٣) «» ساقط من البداية والنهاية (المطبوع) ج ١٣ ص ٣٣٨.
(٤) [] إضافة من البداية والنهاية.
(٥) انظر البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٣٣٨.
(٦) انظر أيضا تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١١، التحفة الملوكية ص ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>