للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث من الفرامين (١): فرمان الأمير سيف الدين قفجق:

بتقوى الله وميامين الملة المحمدية، [٢١٤] فرمان السلطان محمود غازان:

الحمد لله الذى جرّد لنصر هذه الدولة القاهرة سيفا ماضيا، وانتضى لتأييدها من أوليائها قاضيا قاضيا (٢)، وارتضى لها من أصفيائها من أصبح الملك عنه راضيا، نحمده ونشكره على نعمته التى أورثتنا الممالك، وجمعت لنا ما بين النصر والفتح وما أشبه ذلك، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنيل النجاة وترفع الدرجات، ونشهد أن محمدا نبيه المرسل بالهدى والصدق، والمبعوث بدين الحق صلى الله عليه صلاة تنيله الوسيلة والفضيلة. وعلى آله خير آل وأشرف قبيلة، وبعد:

فإن الله تعالى لما منّ علينا بالإيمان، وهدانا إلى أشرف الأديان، حمدناه وشكرناه على أنه أضاف إلى ملكنا للدنيا ملكنا للآخرة، وجلّل علينا حلل الدين الفاخرة، ونذرنا أن نعم الرعيّة بعدلنا، ونشمل البريّة بفضلنا، وأن لا نسمع بمظلوم إلاّ نصرناه، ولا نطلع على مقهور إلا أنقذناه، فلما اتصل بنا ما بمصر من المظالم، ومن فيها من غاصب وظالم، هاجرنا لنصر الله تعالى ونصرة الدين، وبادرنا لإنقاذ من فيها من المسلمين، وراسلناهم وأنذرنا، وكاتبناهم وزجرناهم، ووعظناهم فلم تنفع فيهم العظة، وأيقظناهم فلم تكن فيهم (٣) يقظة، فلقيناهم


(١) المقصود: الفرمانات. وانظر أيضا نسخته فى: زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢١٤ أ - ٢١٥ ب.
(٢) هكذا فى الأصل، وفى زبدة الفكرة.
(٣) «عندهم» - فى زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>