للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد أمنه بانتزاعه من يد من استلبه، حتى يبلغ برجوعه إلى أهله إربه، فأرسلنا إلى أهل القلاع والجبال والأعراب والتركمان والعشائر كتب الأمان ليكونوا فى أمان الله ورسوله وأماننا، وإذا خفت العساكر من هذه البلاد ردّ كل إلى وطنه، ورجع كل إلى سكنه.

ولقصدنا مصلحة الرعايا وحمايتهم، رتبنا مولاى وجبجك وأبشغا وبغا وهلاجو وقرابغا وبهادر مقدّمين على أربعين ألف فارس، وتركناهم على غزّة والغور، وأمرنا الأمير سبا أن يقيم على حلب وحماة وحمص فى عشرين ألف راكب، وأعطينا الأمير سيف الدين قفجق (١) نيابة السلطنة بدمشق، ورتبنا الأمير سيف الدين بكتمر نائب السلطنة بحماة وحلب (٢)، والأمير فارس الدين إلبكى نائب السلطنة بصفد وطرابلس والسواحل، وجعلنا ملك الأمراء والوزراء ناصر الدين يحيى شادّا على الدواوين فى هذه الأقاليم كلها، فكل من أعطاه أحد من هؤلاء الأمراء أمانا فهو أماننا، وكل جندى أراد خدمتنا فقد أمرناهم أن يعيّنوا له إقطاعا يليق به، وليثقوا بما أودعه الله لهم فى قلوبنا من الرأفة وحسن النية، وليطيعوا هؤلاء الأمراء طاعة موفقة، ولا يتخلف أحد عن طاعتهم، فقد أخذنا عليهم العهود بالعدل والشفقة، وإن خالف أحد أو عصى فلا بد أن يذوق كأس الردى، والله تعالى يجمع قلوب رعايانا على الهوى، إن شاء الله تعالى.


(١) «قفجاق» - فى زبدة الفكرة، فى هذا الموضع والمواضع التالية.
(٢) «بحلب وحماة» - فى زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>