للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث فى السنة الثالثة والتسعين بعد الستمائة (*)

استهلت هذه السنة، وسلطان البلاد المصرية والشامية: الملك الأشرف خليل ابن الملك المنصور قلاون.

والخليفة: الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد العباسى.

وفى أوائل المحرم (١) منها: تجهز السلطان الأشرف للصيد، وعدّى إلى بر الجيزة وسار قاصدا التوجه إلى الإسكندرية والحمامات الغربية، فتقدم وزيره الصاحب شمس الدين بن سلعوس إلى الثغر المحروس لتجهيز الأقمشة، وتحصيل أصناف الأمتعة، واستخراج المال، وترتيب الأحوال بين يدى قدوم الركاب، فوجد نواب الأمير بيدرا بالثغر قد استولوا على المتاجر (٢) وادخروا منها ما ليس فى الحواصل السلطانية، فأرسل يعرف السلطان بذلك، فاستشاط السلطان غضبا على بيدرا واستدعاه بحضور الخاصكية والأمراء، فأغلظ له فى الكلام، وتوعده بأشدّ الوعيد، وتهدده بأتم النهديد حتى خاف أن يسطو فى ذلك الوقت عليه، فتلطف حتى خرج من بين يديه، فجمع خوشداشيته (٣) الأعيان، [٧٨] وأطلعهم على ما فى باطن السلطان من الشنان وهم: الأمير حسام الدين لاجين المنصورى، وفى


(*) يوافق أولها الأربعاء ٢ ديسمبر ١٢٩٣ م.
(١) «فى ثالث المحرم» - السلوك ج‍ ١ ص ٧٨٨.
(٢) «قد استولوا على البهار، وأدخلوه الحواصل» فى بدائع الزهور ج‍ ١ ق ١ ص ٣٧٣، وانظر أيضا التحفة الملوكية ص ١٣٦.
(٣) هكذا بالأصل، وتكتب أحيانا «خشداشية».

<<  <  ج: ص:  >  >>