للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر ترجمة المظفر وموته]

وكان بيبرس (١) هذا من مماليك الملك المنصور قلاوون الصالحي، وكان جركسي الجنس، وتأمر في أيام أستاذه، ولم يزل كبيرًا إلى أن تسلطن، وكان من الأمراء المعدودين في أيام الملك (٢) الأشرف خليل بن قلاوون، ولما تسلطن الملك الناصر محمد بن قلاوون تقرر بيبرس هذا استادارا للناصر، وقد ذكرناه (٣)، وكان ذلك في سنة ثلاث وتسعين وستمائة، ثم لما تولى كتبغا السلطنة عزله عن الاستادارية، (٤) وولي عوضه سيف الدين بتخاص، وكان من كبراء (٥) مماليكه، وكان بيبرس هذا حُبس وأفرج عنه كتبغا العادل وأعطاه إمرة بمصر، وعُدّ من الأمراء الكبار القاطنين بالقلعة، وكان مع الأمراء الكبار الذين أجمعوا على إحضار الملك الناصر من الكرك لأن يجلس في السلطنة حين قتلوا الملك المنصور لاجين وذلك في سنة ثمان وتسعين وستمائة، ولما حضر الناصر محمد واستقر في السلطنة تقرر بيبرس هذا على عادته استادارا، ولما انكسر الناصر في وقعة قازان (٦) كان بيبرس هذا معه، ووصل مع الناصر إلى القاهرة، ثم بعد ذلك أرسل الناصر بيبرس هذا ومعه الأمير سيف الدين سلار لتمهيد البلاد وإصلاح ما استحكم بها من الفساد، ووصلا إلى دمشق ورتبا أحوالها وسددا اختلالها، ثم عادا إلى مصر، وكان ذلك في سنة تسعة وتسعين وستمائة، ثم صار بيبرس هذا وسلار كفيلي (٧) الممالك الشريفة والمشيرين فيها، ثم عقد له بالسلطنة يوم السبت الثالث والعشرين من شوال من


(١) وله أيضًا ترجمة في: تالي كتاب وفيات الأعيان ٥٧ رقم ٨٧، الوافي بالوفيات ١٠/ ٣٤٨ رقم ٤٨٤٣، أعيان العصر ٢/ ٧١ رقم ٤٨٨، الجوهر الثمين ٣٣٦، الدرر الكامنة ٢/ ٣٦ رقم ١٣٧٥، النجوم الزاهرة ٨/ ٢٧٦ وما بعدها، المنهل الصافي ٣/ ٤٦٧ رقم ٧١٨.
(٢) الملك: ملحقة بين الأسطر في الأصل.
(٣) ينظر ما سبق بعقد الجمان ٣/ ٤٥٢.
(٤) عن السلطنة الاستدارية: في الأصل، ومشطوب على كلمة: السلطنة.
(٥) كبار: في الأصل، ومصححة إلى كبراء
(٦) وذلك سنة ٦٩٩ هـ، ينظر ما سبق بعقد الجمان ٤/ ١٢، ١٣، ٦٥.
(٧) لفيلي: في الأصل، بدون رأس حرف الكاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>