وفيها: عقد مجلس بالقصر الأبلق لنجم الدين بن خلكان بحضور نائب السلطنة، وأحضروا مسطورا كتب عليه بالتوبة فى سنة أربع وسبعمائة، وذكروا أنه تجدد منه أمور بعد ذلك واختلفوا فى أمره، فبعضهم أشار بقتله وبعضهم رأى ضربه وتعزيره، ومنهم من جنح إلى استنابته وحبسه عن الناس، والرفق به، وهو الشيخ برهان الدين بن الشيخ تاج الدين، فرسم نائب السلطنة أن يعمل بقوله، وانفصل الحال على ذلك، وكتب عليه مكتوب آخر بالتوبة والإقلاع عما صدر منه من الكلام فى المغيبات، ووضع بالمارستان مدة، وأخرج منه وأقام بالنيرب.
[ذكر من انعم عليه بإمرة أو وظيفة أو قطع]
وفيها: تولى نيابة غزة الأمير ركن الدين بيبرس العلائى الحاجب، عوضا عن الأمير سيف الدين أقجبا.
وفيها: نزل سيف الدين كراى المنصورى عن إقطاعه وعدته، واستقال من إمرته، واختار الإنقطاع والتخلى عن الإقطاع، وارتجع خبزه، وأعطى للأمير يتخاص ومضى إلى القدس، وأقام ببلاد غزة.
[ذكر ما فعل الملك طقطا صاحب البلاد الشمالية ملك التتار]
وفيها: نقم طقطا على الفرنج الجنوية الذين بقرم وكفا والبلاد الشمالية، لأمور قيلت عنهم منها: استيلاؤهم على أولاد التتار واستجلابهم إلى هذه الأقطار وغير ذلك، فأرسل جيشا إلى مدينة كفا وهى مسقط رءوسهم، فأحسوا