للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعتقد الناس بأجمعهم أن غرارة قصد الغدر بنزيله حيث التجأ إليه، وكان الأمر بخلاف ذلك، فهذه واقعة ظاهرة للناس خيانة، وباطنها صدق وأمانة، ولما بلغ خبر هذه الواقعة إلى عرب الشام من آل مهنى وغيرهم عيّبوا على عرب مصر بما وقع منهم إلى أن اتفق فى الشام أخت هذه الواقعة بعينها، وسيأتى ذكرها إن شاء الله تعالى.

ذكر بقيّة ما جرى من الحوادث فى هذه السنة:

منها أن الأشرف فوّض إلى الأمير بيدرا نيابة السلطنة، كما ذكرنا (١).

وفى نزهة الناظر: أن القاضى مجد الدين بن الخطاب دخل على بيدرا فى خلوته وهنأه بالوظيفة، فنظر إليه بيدرا طويلا وقال: يا مجد الدين تهنينى بأمر أنا أخشى عقباه، ثم أنشد:

ومن يحمد الدنيا بشئ يسرّه … فسوف لعمرى عن قليل يلومها

إذا أدبرت كانت على المرء حسرة … وإن أقبلت كانت كثير همومها

ثم دمعت عيناه ساعة.

ومنها: أن السلطان رسم للصاحب تقى الدين (٢) بوزارة الشام، فوصل دمشق فى الخامس والعشرين من المحرم من سنة تسعين، واحتاط على موجود الأمير


(١) انظر ما سبق ص ٣٢.
(٢) هو: توبة بن على بن مهاجر بن شجاع بن توبة الربعى التكريتىّ، الصاحب تقى الدين أبو البقاء، المتوفى سنة ٦٩٨ هـ‍/ ١٢٩٩ م - انظر ما يلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>