للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أرسل المعزّ إلى صاحبى حماة والموصل يخطب ابنتيهما لنفسه، وبلغ ذلك شجر الدر والدة خليل الصالحيّة وأنكرته وأكبرته، لأنه بها وصل إلى ما وصل، وبوصلها حصّل من الدولة والصولة على ما حصل، فدبرت على إعدامه وقررت قتله مع خدامها وخدامه، على ما يأتى إن شاء الله تعالى.

[ذكر دخول التتار إلى بلاد الروم]

اعلم أن التتار دخلوا فى هذه السنة إلى الروم مرتين:

الأولى: جرّد منكوقان بن طولو خان بن جنكز خان الأمير جرماغون والأمير بيجو ومعهما جماعة من العساكر إلى بلاد الروم، وهى يومئذ فى يد السلطان علاء الدين كيقباذ بن السلطان غياث الدين كيخسرو، فساروا إليها ونزلوا على آرزن الروم (١) وبها سنان الدين ياقوت أحد مماليك السلطان علاء الدين كيقباذ، فحاصروها مدة شهرين ونصبوا عليها إثنى عشر منجنيقا، فهدموا أسوارها ودخلوها وأخذوا سنان الدين ياقوت أسيرا، وكان حريمه فى القلعة، فأخذوها [٣٦٤] ثانى يوم وقتلوا الجند، واستبقوا أرباب الصنائع وذوى المهن، وداسوا الأطفال بحوافر الخيل، وغنموا وسبوا، وعادوا وقتلوا ياقوت العلائى وولده، واتفقت وفاة جرماغون أحد المقدمين على سرمارى (٢).

المرة الثانية: وهى التى دخل فيها بيجو ومن معه إلى الروم ومعه خجانوين، فوصلوا إلى أقشهر زنجان (٣) ونزلوا بالصحراء التى هناك، فجمع السلطان غياث


(١) آرزن الروم: مدينة مشهورة من مدن أرمينية - قرب خلاط - معجم البلدان.
(٢) انظر نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ٣٤٩.
(٣) «برنجان» فى الأصل، والتصحيح من نهاية الأرب ح‍ ٢٧ ص ٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>