وكتب أيضا إلى سائر القلاع والحصون بالبشارة والتهنئة بما فتح الله على الإسلام بالنصر على الأعداء، وأقام السلطان إلى يوم الثلاثاء، ثم ركب إلى نحو دمشق.
[ذكر دخول السلطان دمشق مؤيدا منصورا]
قال ابن كثير: ثم دخل السلطان إلى دمشق يوم الثلاثاء خامس رمضان، وبين يديه أبو الربيع سليمان الخليفة ونزل بالقصر الأبلق، ثم تحول إلى القلعة يوم الخميس، وصلى بها الجمعة، وخلع على النواب وأمرهم بالرجوع إلى بلادهم، واستقرت الخواطر، وذهب الناس، وطابت قلوب الناس.
ولما دخل السلطان دمشق خرجت إليه سائر الدماشقة من الصلحاء والمشايخ والحكام والكتاب والعامة حتى لم يبق بدمشق مخلوق، وتلقوه بالدعاء والثناء، وازدحموا عليه حتى لم يبق لفرسه مكان يمشى عليه من كثرة العامة، وضربت البشائر والكوسات، وسيقت الأسارى بين يدى موكبه مقرنين فى الأصفاد، وسناجقهم بأيديهم منكوسة، وطبولهم معكوسة.
وكان السلطان لما دخل دمشق ولى وعزل، وأمر ونهى، وقطع ووصل، [٢٩٠] وعزل ابن النحاس عن ولاية المدينة، وعوض عنه بالأمير علاء الدين أيدغدى أمير علم، وعزل صارم الدين إبراهيم والى الخاص عن ولاية البر، وعوّض عنه بحسام الدين لاجين الصغير رحمه الله (١).
[ذكر ما جرى للتتار بعد انهزامهم]
وقال صاحب النزهة: لما انكسرت التتار انتشروا فى الأرض، فكان
(١) يوجد هذا النص ملخصا فى البداية والنهاية ج ١٤ ص ٢٦.