للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حماة، ومنها إلى أفامية لملتقى العسكر، وعاد ودخل دمشق، وملوك الأرمن قدامه راكبين، وأسراهم مساقين أمامه، والعساكر الشامية والمصرية قد طلبت وتجملت.

وقال أبو شامة: وكان دخول السلطان دمشق فى الخامس والعشرين من ذى الحجة، فدخلها وبين يديه ابن صاحب سيس، وسائر الملوك الذين أسرهم لما أخذ [٥٢٨] بلادهم على نهر جيحان، وكان يوما مشهودا (١).

قال أبو شامة: وفى بكرة يوم الاثنين السادس والعشرين من ذى القعدة قرئ بجامع دمشق كتاب ورد من بلاد الأرمن السيس وما يجاورها، يتضمن أن المسلمين من عسكر صاحب الشام ومصر الملك الظاهر بيبرس الذين سيرهم إليها فى هذه السنة دخلوها عنوة، واستولوا عليها قتلا ونهبا، وأسر ملكها، وقتل أخوه وجماعة من ملوك الأرمن، وكان ذلك يوم الثلاثاء العشرين من ذى القعدة سنة أربع وستين وستمائة، وكان هذا الملعون قد فتك فى المسلمين، وظاهر عليهم العدو من التتار، وعمل فى حلب لما فتحها التتار أمورا منكرة، واستولى على أكثر نسائها وأطفالها أسرا، وتقدم إلى بلاد الإفرنج والروم برا وبحرا تحت الذل والصغار، فأمكن الله منه ومن بلاده وأخذ بثأر الاسلام (٢).

[ذكر إيقاع السلطان بأهل قارا]

لما خرج السلطان من دمشق للقاء العسكر المجرد إلى سيس نزل على قارا (٣)، فشكى إليه أهل الضياع التى حولها أن أهلها يعدون عليهم، ويتخطفونهم،


(١) لم ترد أحداث سنة ٦٦٤ هـ‍ فى كتاب الذيل على الروضتين المطبوع بين أيدينا. انظر البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٤٧.
(٢) انظر البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٤٧.
(٣) قارا: قرية على الطريق من دمشق إلى حمص - معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>