للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في السابع عشر من المحرم، وكان بلبان تولاها عوضا عن قطلقتمر السلحدار.

[ذكر قضية الأمير اسندمر كرجي نائب حلب]

قال ابن كثير: وفيها، بلغ السلطان عن الأمير اسندمر كرجي أمر كرهه من الظلم والعسف، فجرد إليه كراي ومعه جماعة من الأمراء، وجرد من دمشق بهادر آص بجماعة، وجرد أيضًا من طرابلس جماعة، واجتمعوا كلهم على حمص، ثم توجهوا من حمص ليلة عيد النحر إلى حلب وأحاطوا بدار النيابة، وفيها اسندمر المذكور، فأغلق عليه الباب، ثم أُخرج فقُيد وحُمل إلى مصر (١)، [واحتيط] (٢) على جميع موجوده، ثم اعتقل اسندمر بديار مصر قليلًا، ثم سير إلى اسكندرية، فاعتقل بها حتى مات (٣).

ولما مُسك اسندمر رسم السلطان للأمير قراسنقر بالتوجه إلى حلب حسب سؤاله، وكان نائب دمشق، كما ذكرنا، وتولى نيابة دمشق عوضًا [عنه] (٤) الأمير سيف الدين كراي الذي جرد إلى حلب مع الأمراء المصريين لأجل مسك اسندمر كرجي، كما ذكرنا الآن.

وذكر بعض المؤرخين هذه الحكاية مفصلة (٥): وهي أن اسندمر لما ولى حلب وقراسنقر ولى الشام ظلما ظلمًا عظيمًا وبَالغَا فيه، وسنذكر بعض ظلم قراسنقر عن قريب، فكتب أهل الشام مطالعات إلى الديار المصرية يشكون من ظلم قراسنقر، حتى قيل: إن نهار واحد عُرضت على السلطان خمسون مطالعة، بل أكثر منها، كلها في قراسنقر واسندمر وفيها أمور كثيرة، وذكر في بعض المطالعات أن الناس كانوا يدعون إلى الله تعالى


(١) في ثاني ذي الحجة: في البداية والنهاية ١٨/ ١٠٦.
(٢) واحتيطت: في الأصل.
(٣) ورد هذا الخبر مختصرًا في المطبوع من البداية والنهاية ١٨/ ١٠٦، وينظر ما ورد في التحفة الملوكية ٢٢٣.
(٤) عن: في الأصل والتصويب من التحفة الملوكية ٢٢٣، ٢٢٧.
(٥) ينظر نهاية الأرب ٣٢/ ١٦٩ - ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>