للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينزعوا زرعها، وأن لا يوغلوا فى عتورهم إلا إذا وجدوا فرصة، وألا يكونون فى أطراف البلاد.

وقال ابن كثير: وكان رحيلهم فى شهر رمضان، وفى ذى القعدة ضربت البشائر بقلعة دمشق أياما بسبب فتح أماكن من بلاد سيس عنوة، وفى الحادى والعشرين من ذى الحجة قدم الجيش إلى دمشق، فخرج نائب السلطنة والجيش إلى تلقيهم (١).

[ذكر الجزيرة التى سكنها الفرنج مقابل طرابلس]

وفيها: كتب الأمير سيف الدين أسندمر نائب طرابلس إلى السلطان بأن الإفرنج قد أنشأوا جزيرة مقابل طرابلس (٢)، واتخذوها لهم حصنا ونقلوا إليها عددا ورجالا، وتزايد أمرهم إلى أن صاروا يركبون البحر ويتجرمون فيه ويأخذون المراكب، وأضر ذلك بحال أهل الساحل، وأنه قصد على تجريد عسكر فى مراكب تأتى إليهم مع جند طرابلس، [٢٦٣] ولعل الله أن يظفر المسلمون بها، وأخذ من فيها من الإفرنج قبل أن يشتدّ أمرها ويقوى حال العدو فيها، وهم يريدون أن يعمروا فيها قلعة، فإذا بنوها يصعب على المسلمين أمرها، فلما وقف السلطان على الكتاب أمر للوزير بالاهتمام فى تعمير أربع شوانى (٣).


(١) انظر البداية والنهاية ج‍ ١٤ ص ١٩، حيث يوجد جزء من هذا الخبر فى المطبوع بين أيدينا من البداية والنهاية.
(٢) «تعرف بجزيرة أرواد» - السلوك ج‍ ١ ص ٩٢٣.
وهى جزيرة رودس المعروفة، والفرنج المقصودون هنا هم: هيئة الفرسان الاسبتارية.
(٣) شينى - شانى - شينية أو شونة: شوانى: السفينة الحربية الكبيرة، وهى من أهم القطع التى يتكون منها الأسطول فى الدول الإسلامية - السفن الإسلامية على حروف المعجم.

<<  <  ج: ص:  >  >>