للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى المحرم من السنة الآتية: جهزت الشوانى وتكملت.

قال بيبرس فى تاريخه: وفى المحرم من سنة اثنتين وسبعمائة جهزت الشوانى للسفر إلى جزيرة أرواد، وهى جزيرة قبالة انطرطوس فى البحر المالح، وكان قد اجتمع فيها جمع من الفرنج الذين جلوا من الساحل وسكنوها، وأحاطوا بها سورا وحصنوها، فجهزت الشوانى لقصدها، وجرد فيها جماعة من الجند لأخذها، ولما تجهزوا وتكملوا ولم يبق إلا سفرهم ركب مقدم الأجناد الذين سفروا فيها فى الشينى الكبير وهو جمال الدين أقوش (١) العلائى المعروف بوالى البهنسا، ومعه جماعة، وخرجوا قبالة مقياس مصر (٢) ليلعبوا وينحدروا، فانقلب الشينى فى خروجه، فغرق المقدم المذكور وأكثر من كان فيه، فجهز عوضا عنه سيف الدين كهرداش (٣)، وسفر بالشوانى، فوصلوا إلى الجزيرة وأوقعوا بأهلها وأخذوا ما كان فيها، وأحضروا منها عدة أسرى (٤) وعبروا بهم عند وصولهم إلى القاهرة مصفّدين، وشقوا بهم المدينة مقيدين وبقوا (٥) فى الأسر مخلدين (٦).

وقال ابن كثير: وفى يوم الأربعاء الثانى من صفر من سنة ثنتين وسبعمائة فتحت جزيرة أرواد المذكورة، وقتلوا منها نحوا من ألفين، وكانت الأسرى قريبا من خمسمائة نفس (٧).


(١) وله أيضا ترجمة فى: الدرر ج‍ ١ ص ٤٢٧ رقم ١٠٣٠.
(٢) مقياس مصر: هو المقياس الذى يقاس به ماء النيل، ويقع بطرف جزيرة الروضة - المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ١٨٥.
(٣) هو: كهرداش بن عبد الله، الأمير سيف الدين، المعروف بالزراق، توفى سنة ٧١٤ هـ‍/ ١٣١٤ م - المنهل الصافى.
(٤) «فكانت عدة الأسرى مائتين وثمانين» - السلوك ج‍ ١ ص ٩٢٩.
(٥) «ويقيوا» - فى الأصل.
(٦) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٣٣ ب.
(٧) البداية والنهاية ج‍ ١٤ ص ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>