للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بوصولهم فتهيأوا فى مراكب فى البحر وركبوا (١) وساروا إلى بلادهم، فلم يظفر التتار منهم بأحد، فنهب طقطا أموال من كان منهم بمدينة صراى وما يليها (٢).

[ذكر العزم على تجهيز العساكر إلى اليمن]

وفيها: وقع عزم ولاة الأمور بمصر على تجهيز عسكر إلى اليمن، لأن صاحبها الملك المؤيد هزبر الدين داود [ابن الملك المظفر صلاح الدين يوسف بن رسول] (٣) منع الهدية التى كانت العوائد جارية بإرسالها إلى الأبواب السلطانية، فبرز المرسوم على أن كل مقدم ألف منهم يعمّر مركبا كبيرا يسمى جلبة، وقياسة لطيفة تسمى فلوة، برسم حمل الأزواد والآلات، وتسفيرها إلى جهة الطور والسويس على الظهر لتركّب هناك وترمى البحر وتسفّر، فأشترك كل مقدم ألف ومضافيه فى مركب وقارب، وندب عز الدين أيبك الشجاعى المشد إلى قوص لعمارة هذه المراكب، وانقضت هذه السنة والإجتهاد مستمر فى ذلك، على أنه إذا تنجزت الأشغال توجه العسكر المجرد صحبة سيف الدين سلاّر.

فسأل أعيان الكارم الإمهال إلى أن يتوجه الرسّل إلى صاحب اليمن ويعود الجواب، فأمهلوا، وأرسل القاضى شمس الدين بن عدلان والأمير سنقر السعيدى رسلا إلى اليمن، وكتب إلى صاحب اليمن كتاب من الخليفة ليتقدم بين يدى


(١) «وركبوها» - فى زبدة الفكرة.
(٢) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٥٨ أ.
(٣) إضافة للتوضيح من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>