للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البعوث المجهزة بألفاظ مرجزة، وهذه نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم [٣٩٠]: - {(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَ [أَطِيعُوا] الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)} (١). {(إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)} (٢). أما بعد حمد الله مانح القلوب السليمة هداها، ومرشد العقول إلى أمر معادها ومبداها، وموفق من اختاره إلى محجة صواب لا يضل سالكها، ولا تظلم عند اختلاف الأمور مسالكها، وملهم من اصطفاه لإقتفاء آثار السّنن النبوية، والعمل بموجبات القواعد الشرعية، والإنتظام فى سلك من طوقته الخلافة عقودها، وأفاضت على سدّته الجليلة برودها، وملّكته أقاصى البلاد وأناطت بأحكامه السديدة أمور العباد، وصارت تحت خوافق أعلامه أعلام الملوك الأكاسرة، وشيّدت بأحكامه مناهج الدنيا ومصالح الآخرة، وتبختر كل منبر بذكره فى ثوب من السيادة معلم، وتهلّلت من ألقابه الشريفة أسارير كل دينار ودرهم، الذى يحمده أمير المؤمنين على أن جعل أمور الخلافة ببنى العباس منوطة، وجعلها كلمة باقية فى عقبه إلى يوم القيامة محوطة، ويصلى على ابن عمه محمد الذى أخمد الله بمبعثه ما ثار من الفتن، وأطفأ برسالته ما اضطرم من نار الإحن، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين حموا حمى الخلافة وذادوا عن مواردها، وعمدوا الى تشييد المعالم الدينية فأقاموها على قواعدها، صلاة دائمة الغدو والرواح، متصلا أولها بطرةّ الليل وآخرها بجبين الصباح، هذا وأن الدين الذى فرض الله على الكافّة الإنضمام إلى شعبه، وأطلع فيه شموس هداية تشرق من مشرقه ولا تغرب فى غربه، جعل الله حكمه بأمرنا منوطا، وفى


(١) جزء من الآية رقم ٥٩ من سورة النساء رقم ٤.
(٢) الآية رقم ٣٠ من سورة النمل رقم ٢٧. وورد «من عبد الله ووليه أبى الربيع سليمان» - فى زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>