للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مماليك الأمير ركن الدين بيبرس (١) العجمى الجالق، فدلهم على عورات المسلمين، وأخبرهم بعددهم.

ولما كان ليلة الخميس رحلوا عن حماة، ورتبوا جيوشهم، وكان طرف ميمنتهم حماة، وطرف ميسرتهم سلميّة، وساقوا طالبين اللّقاء؛ فرتب السلطان الجيش ميمنة وميسرة وقلّبا وجناحين على ما نصفه، وبات المسلمون على ظهر لابسين لا مات الحروب، مدرّعين هم وخيولهم.

واتفق أن شخصا من عسكر التتار قفز ودخل إلى حماة، وقال للنائب بها:

اكتب الساعة إلى السلطان على جناح الحمام، وعرفه أن القوم ثمانون ألف مقاتل تحت القلب، منها أربعة وأربعون ألفا مغلا، وهم طالبون القلب، والميمنة التى لهم قويّة جدّا، فيقوّى ميسرة المسلمين ويحترزون على السناجق، فقرأ السلطان الكتاب وركب عند إسفار الصبح لتقوية الميسرة واعتماد ما يراه من الصلاح (٢).

[ذكر الوقعة مع التتار على حمص]

فى يوم الخميس رابع عشر شهر رجب الفرد، سنة ثمانين وستمائة.

ولما ركب السلطان بكرة النهار لترتيب الأطلاب ساق بنفسه على الجيوش


(١) هو بيبرس بن عبد الله الجالق الصالحى، المتوفى سنة ٧٠٧ هـ‍/ ١٣٠٧ م - المنهل الصافى ج‍ ٣ ص ٤٧٤ رقم ٧١٩.
(٢) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١١٣ أ، ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>