وكان قد قدم قبل خروجه الأمراء ومع كلّ أمير جماعة، فكان الأمير سيف الدين قشتمر العجمى على حمص، والأمير سيف الدين بكتمر الغتمى بحلب، ثم ورد الخبر بأن فرقة العدوّ التى جاءت من جهة الروم قد نزلت مرعش، وتقدمت إلى صوب حارم، فقدّم دهليز السلطان إلى القطيفة، ومنها إلى عيون القصب، ووصل العدوّ المخذول إلى حارم وملكوا البلاد.
فأمر السلطان الناس بأن يلبسوا فى كل يوم عدد الحرب، ويركبوا ويصطفوا صفوفا، ويتشالشوا ليتمّرنوا على الحرب، وراسل سنقر الأشقر عدّة مراسلات حتى تقرّر أنه ينزل من صهيون [٦٧١] ويقف حيث يقف المسلمون هو ومن عنده من الأمراء بشريطة عوده إلى مكانه إذا انقضى المصاف، وتوجّه إليه الأمير سيف الدين بكتمر الساقى العزيزىّ، والأمير بدر الدين بكتاش الفخرىّ فى تقرير هذه القواعد، فنزل وأقام على الجراض قريبا من أبى قبيس.
ولما نزل السلطان بحمص حضر شمس الدين سنقر الأشقر، ومن عنده من الأمراء وهم: أيتمش السعدىّ، والحاج أزدمر الدويدارى، وبيجق البغدادىّ، وكراى، وشمس الدين الطنطاش، وابنه، ومن معهم من الظاهريّة مبادرين إلى الخدمة، ففرح المسلمون بمحضرهم، وكان ذلك قبل المصاف بيومين.
وضرب السلطان دهليز الحرب الأحمر، ثم ورد إليه الخبر بأن منكوتمر قد نزل بحماة، ومعه عساكر التتار فى ثمانين ألفا، منهم: خمسون ألفا من المغول وباقيهم مرتدّه وكرج وروم وأرمن وفرنج، وأنه قد قفز إليهم مملوك من