للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأخبار تتواتر بذلك، والكشافة تغدو وتروح، ولا سرّ لهم ينكشف ولا يبوح، ثم توجّه كشافة من عينتاب للكشف، فوقعوا بفرقة من التتار قريب صحراء هونى، التى كسر الملك الظاهر التتار عليها، فظفروا منهم بشخص يسمّى جلتار بهادر أمير آخور أبغا، كان قد توجّه لكشف المروج والمراعى، فضربوه ضربة سيف فى أذنه، وأمسكوه، وأحضروه إلى السلطان إلى مدينة دمشق، فوانسه وسايسه، وسأله عن أخبار القوم، فذكر أنهم فى عدد عظيم يزيد على ثمانين ألف فارس من المغول والحشود، وأنهم يقصدون البلاد قولا جزما، ويركبون من منزلتهم فى أول شهر رجب، فسمع السلطان كلامه، وحمل إلى مصر هو ومن أسر معه.

فلما كان فى شهر جمادى الآخرة من هذه السنة قوى الخبر وزاد، وتنقلوا من منزلتهم إلى صاروس، ومنها إلى أبلستين، ورحلوا إلى أن دخلوا الدربند وهم يسيرون الهوينا، ثم توجهت منهم إلى الرحبة فرقة صحبة أبغا الملك بنفسه وصاحب ماردين، فنازلوها، وسيّر (١) السلطان بدر الدين بجكا العلائى ومعه مائتا فارس جرائد إلى جهة الرحبة كشّافة، وخرج السلطان من دمشق فى جموع، وعدد وحشود، وكان يوما مشهودا، والخلائق كأنهم قد جمعوا فى صعيد، وحشروا اليوم الوليد الوعيد (٢).


(١) «فسير» فى زبدة الفكرة.
(٢) «أو حشروا ليوم الوعيد» فى زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>