للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقتلوا من أهلها خلقا كثيرا، ولما وصلوا إلى دمشق - وكان قازان قد رحل بعسكره - جبى له قبجق من أهل دمشق جباية أخرى لأجل مولاى، وخرج تقى الدين بن تيمية إلى مخيم مولاى، فاجتمع به فى مكان، فرأى من معه من أسارى المسلمين، فاستنقذ كثيرا منهم. وأقام عنده ثلاثة أيام، ثم عاد.

وفى عشية يوم السبت الرابع من رجب (١): رحل مولاى وأصحابه، وأشمروا عن البلد، وساروا من على عقبة دمّر، فعاثوا فى تلك النواحى فسادا، ولم يأت سابع الشهر وفى حواشى البلد منهم أحد، ولله الحمد (٢).

[ذكر رحيل قازان من الشام]

لما ملّ قازان من الإقامة على الشام همّ بالرحيل، وكانت إقامته قدر شهرين، ثم رحل متوجها إلى بلاده فى الخامس عشر (٣) من جمادى الأولى من هذه السنة، وكان قد ولّى الأمير سيف الدين قفجق النيابة بالبلاد الشامية، والأمير سيف الدين بكتمر السلحدار البلاد الحلبية والحموية، والأمير سيف الدين إلبكى البلاد الساحلية، ظنا أنه قد صارت الممالك الإسلامية فى قبضته وانحازت إلى حوزته، فلم يتم له ما أراد، ولا بلّغه الله شيئا من هذا المراد، وأقام بعد رحيله نائبه قطلوشاه مع جمع كثيف من الجيش، فلما كان يوم الجمعة التاسع عشر من الشهر المذكور قرئ بالجامع تقليد الأمير قفجق بنيابة السلطنة بالشام،


(١) «ورحلوا عن دمشق يريدون بلادهم فى ثانى رجب» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٩٦.
(٢) البداية والنهاية ج‍ ١٤ ص ١٠ - ١١.
(٣) «ثانى عشر» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٩٥، كنز الدرر ج‍ ٩ ص ٣١ «السابع عشر من جمادى الآخرة» - التحفة الملوكية ص ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>