للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتولية الأمير يحيى بن جلال الدين الختنى (١) الوزارة.

وفى يوم الإثنين الثانى والعشرين من الشهر: رحل قطلوشاه والعساكر، ففرح الناس بذلك واطمأنت قلوبهم، وخرج الناس إلى جبل الصالحية وإلى الحواضر والمزارع وأظهر الناس ما تخلف من أمتعتهم، وجلسوا فى الأسواق وباعوا واشتروا، واشتد الغلاء، فبلغ سعر القمح الغرارة منه بثلاثمائة درهم، ومن الشعير إلى مائتى درهم، والرطل الخبز بدرهمين، والرطل من اللحم بإثنى عشر، والرطل من الجبن بإثنى عشر، ومن الزيت بستة. والبيض كل أربعة بدرهم.

وأما الأمير قفجق فإنه لما عاد من وداع قازان ركب (٢) الموكب فى دمشق والعصابة على رأسه، ونادى فيها برجوع الناس، وآمنهم على أنفسهم.

وكان قد حضر إليه بعض أهل الفساد وضمنوا منه الخمر وبيعه وعين عليه كل يوم ألف درهم وجعل دار ابن جرادة خارج باب توما خمّارة وحانة.

وأخذ أموالا أخر من أوقاف المدارس وغيرها، ثم شرع يركب بالعصابة والشاويشية بين يديه، وجهّز نحوا من ألف فارس نحو خربة اللصوص، ومشى مشى الملوك فى الولايات وتأمير الأمراء والمراسيم العالية النافذة والآراء، وصار كما قال الشاعر:


(١) الختنى: نسبة إلى بلدة محتن بالقرب من كاشغر بالتركستان - معجم البلدان.
(٢) هكذا بالأصل هو «ورد» وأقام الأمير قطلوشاه مقدم عساكر التتار بعد غازان بدمشق … حتى سافر ببقية التتار فى يوم الثلاثاء ثالث عشرين جمادى الأولى، وخرج الأمر قيجق نائب الشام لتوديعه، ثم عاد يوم الخميس خامس عشرينه» - النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>