للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا لك من قنبرة بمعمرى … خلالك الجوّ فبيضى واصفرى

ونقرىّ ما شئت أن تنقرى (١)

[٢٠٨] ثم نهض الشيخ تقى الدين بن تيمية واجتمع بالأمير قفجق وقال له: إن الذى فعلته من ضمان الخمور شنعة كبيرة، وثلمة عظيمة فى حق الإسلام، واستأذنه فى إبطاله، فأذن له، وخرج بنفسه وأراق ظروف الخمر جميعها.

ولما كان يوم الجمعة (٢) رسم للخطيب بإعادة الخطبة فى سائر الجوامع باسم السلطان الملك الناصر، وكان بالجامع الأموى ذلك النهار بكاء عظيم وتضرع إلى الله تعالى وتذاكر بما كانت الناس فيه من الشدة والنهب والسبى، وكانت مدة انقطاع الخطبة عن ملك الإسلام نحو مائة يوم، ثم أعادها الله تعالى.

وكان تقدير الذى حمل إلى خزانة قازان ثلاثة آلاف ألف دينار (٣) سوى ما أخذ من البراطيل للأمراء والوزراء وأكابر المغل، وهذا هو الذى حصره ابن المنجى، وأما الذى نهب من دمشق والأماكن التى ذكرناها فإنه لا يمكن حصره، وكذا الذى كسبه الأمراء والجند يوم الهزيمة، وذكر أن الذى صحبهم من الأسرى أحد عشر ألف نفس من الرجال والنساء والأطفال، وكان معظمهم من جبل


(١) البداية والنهاية ج‍ ١٤ ص ١٠.
(٢) «يوم الجمعة سابع عشر رجب» - فى البداية والنهاية ج‍ ١٤ ص ١١.
(٣) «قال ابن المنجا: إن الذى حمل إلى خزانة قازان خاصة نفسه ثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف» - النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>