للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعشرين من جمادى الآخرة من هذه السنة، فقبلهم الناصر أحسن قبول، وكان حين [دخلوا] (١) القاطيه أخذوا ما بها من المال، ووجدوا أيضًا في طريقهم تقدمة لسيف الدين طوغان (٢) النائب بقلعة البيرة، فأخذوها بكمالها، وأحضروا الجميع بين يدي الناصر محمد، ولما وصلت الأمراء أمر بالخطبة لنفسه، ثم كاتب النواب (٣).

ذكر مُكاتبة الناصر محمد إلى النواب بالممالك الشامية

قال ابن كثير: لما وصل المتسحبون من مصر إلى السلطان الناصر كاتب النواب بالممالك الشامية ومهنا أمير العرب، فوردت عليه أجوبتهم يبذلون له الطاعة ويعرضون أموالهم بين يديه، إلا أقوش الأفرم نائب دمشق فإنه امتنع من الطاعة وجرد من جهته على الطريق مَنْ يحفظها (٤).

وفي النزهة: ولما وصلت الأمراء إلى الناصر طلب وكيله ابن عُباده، وأمره أن يكتب إلى: قراسنقر نائب حلب، وقفجق نائب حماة، واسندمر نائب طرابلس، وأعلمهم بصورة الحال، وذكر أن نُغيه ومغلطاي القازانى وجماعة من عسكر مصر [حضروا] (٥) إلَيَّ، فأجمعوا أنتم رأيكم وأعلموني بما تتفقون عليه، وربما نسير إلى دمشق في هذا الوقت، ولا يمكن التأخير بعد ذلك، ثم طلب نجابا يقال له: صخر، وقال له: سر ليلًا ونهارًا وأوصل هذه الكتب إلى أصحابها، وإياك أن تأوي إلى جدار أو يطلع عليك أحد، فأخذ الكتب وسار على هجين كأنه سهم مارق، فوصل إلى حلب في اليوم الرابع، واجتمع بقراسنقر ودفع إليه كتاب السلطان، فلما قرأه سِيَّر في الحال إلى قفجق واسندمر


(١) دخولوا: في الأصل.
(٢) هو: طوغان المنصوري، سيف الدين، قرره السلطان قلاوون في نيابة البيرة، مات بسجن الكرك ٧٢٤ هـ/ ١٣٢٣ م، الدرر الكامنة ٢/ ٣٢٩ رقم ٢٩٥١.
(٣) لم ترد هذه الأخبار في المطبوع من البداية والنهاية.
(٤) لم ترد هذه الأخبار في المطبوع من البداية والنهاية.
(٥) فحضروا: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>