للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرهم من المسلمين، فقاتلهم الفرنج وضايقوهم، فأراد الله هلاك الملك الفرنسيس، فلما مات رحلوا طالبين بلادهم، وأراح الله المسلمين منهم.

[ذكر ما حصل فى البلاد]

منها: أنه حصل من الفرنج مضايقة عظيمة لابن الأحمر بالأندلس، وأتوا على أكثر ما فى يديه من البلاد. وابن الأحمر يسمى محمد بن نصر (١)، أصله من مدينة جيّان بالأندلس، وهو ينتمى إلى الأنصار، وسبب ظهوره بالأندلس [٥٥٩] أنه كان يخدم منويل عمّ الفونس (٢)، فلما ضعفت دولة الموحدين أصحاب عبد المؤمن ووهت مملكتهم باستيلاء المرينى عليها، وثب أهل الأندلس بمن كان عندهم من الموحدين أصحاب عبد المؤمن فقتلوهم عن آخرهم، وثار شخص يسمّى سيف الدولة محمد بن هود بالأندلس ولقب نفسه الخليفة (٣)، وتعرض إلى بعض البلاد التى فى يد الفونس، فأرسل إليه الفونس محمد بن نصر بن الأحمر، فكان كما قيل:

ولكل شئ آفة من جنسه … حتى الحديد سطا عليه المبرد

فاستظهر ابن الأحمر على ابن هود، وكفّ عادته عن الفونس، واستفتح له بلادا كثيرة، وقويت شوكته، وانتهى إلى غرناطة واستولى عليها، فلما


(١) هو أبو عبد الله محمد بن نصر الذى تلقب الغالب بالله وحكم فى الفترة ٦٢٩ - ٦٧١ هـ‍/ ١٢٣٢ - ١٢٧٣ م - معالم تاريخ المغرب والأندلس ص ٣٨٤، وذكر العينى أن وفاته كانت سنة ٦٧٠ هـ‍ - انظر ما يلى.
(٢) المقصود الفونسو العاشر.
(٣) هو محمد بن يوسف بن نصر الجذامى بن هود الملقب بالمتوكل، وقد بدأ نشاطه سنة ٦٢٥ هـ‍ - معالم تاريخ المغرب والأندلس ص ٣٨١، تاريخ الدول الإسلامية ج‍ ١ ص ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>