للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال النويرىّ: رأيت الصاحب شمس الدين بن عطايا قبل وزارته بثلاثة أيام قائما بين يدى علم الدين سنجر يقرأ عليه ورقة حساب، ورأيته يوم جلس فى الوزارة والأمير سنجر الجاولى جالس بين يديه، وقد وقع الصاحب وكتب علم الدين بالامتثال وذيل على خطه، وكان علم الدين المذكور استاذ الدار.

[ذكر حج الأمير بيبرس]

حج الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير المنصورى وصحبته جماعة من الأمراء وهم: الأمير ركن الدين (١) بيبرس الدوادار، والأمير يعقوبا، وآخرون من الأمراء، وأولاد الأمراء، وتسامعت الناس بحج الأمير ركن الدين بيبرس وكثروا، فاجتمع عالم كثير إلى أن خرج المحمل إلى البركة، ورأى أمير الركب خلقا كثيرا لم يعهد الناس مثلهم، واجتمع رأى الأمراء على أن يكون الحج ثلاث (٢) ركوب:

ركب صحبة الأمير بيبرس الدوادار، وركب صحبة الأمير بهاء الدين يعقوبا، وركب صحبة أمير الركب الأمير عز الدين أيبك الخزندار، وتأخر الأمير ركن الدين بيبرس إلى العشر الأخير من شوال، ثم قصد أن يسافر مع الحاج وعرض له أمر أخره إلى أن سافر مستهل ذى القعدة على الهجن مخففا.

وحصل للحاج فى هذه النوبة أمر لم يعهد بمثله، لأنهم كانوا ثلاث ركوب، ومن حين خرجوا من مصر لم يجد أحد ماء يروى دوابّه إلى العقبة، وعند نزولهم إلى العقبة قلّ الواصل، وتحسّن الشعير، وبيع الأردب من الشعير بخمسين درهما، وتم الأمر على ذلك وهم يرجون وصول المراكب إلى ينبع من مراكب الأمراء


(١) «ركن الدين» مكتوبة بهامش المخطوط، ومنبه على موضعها بالمتن.
(٢) «ثلاث» مكررة فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>