للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجناده، وزاده من لطفه وفضله، كما أراد إياه من قبله.

شعر:

أبوه الذي يستهزم الخيل باسمه … وإن كان فيها قيد شهرٍ مُطَّرِد

وقد علموا إذ شد حُقْويةِ أنه … هو الليث ليث الغاب لا بالمجرَّد (١)

وركب الناس إلى سوق الخيل، وسَيَّرُوا إلى تحت القلعة بالميدان الأسود، وطلع [الأمير سيف الدين سلار] (٢) إلى دار النيابة كعادته، والنظام مضبوط، والأمر مرتب، وجَهَّز الطُّلب السلطاني بالسناجق والعصائب وشعار السلطنة إلى الدهليز المنصور.

[ذكر اجتماع الأمير بيبرس بالملك الناصر]

قال بيبرس في تاريخه: وأما نحن فإذا تقدمنا على البريد، فوصلنا إلى السلطان يوم

نزوله على غزة، فمثلنا بين يديه، وأعدنا المشافهة عليه، وطالعناه بنزول الركن عن السلطنة، والتماسه مكانًا من بعض الأمكنة، فاستبشر لحقن دماء الإسلام، وخمود الفتنة بين الأنام، واتفق في ذلك النهار ورود الأمير سيف الدين برلغي والأمير عز الدين البغدادي ومَنْ معهما من الأمراء والمقدمين، واجتمعنا جميعًا بالدهليز المنصور، وقد شملنا الابتهاج، وزال عنا الانزعاج، وأفاض السلطان على الأمراء التشاريف الجميلة على طبقاتهم، والحوائص الذهب الثمينة لصلاتهم، فلم يترك أميرًا حتى وصله، ولا مقدمًا حتى شرفه بالخلع وجَمَّله، وجددنا استعطاف السلطان فيما سأله الركن من الأمان، وكل من الأمراء الحاضرين بين يديه يتلطف من سؤاله ويتضرع في مقاله حتى أجاب، وعُدْنا بالجواب (٣).


(١) هذه الشطرة مكتوبة بهامش الأصل.
(٢) إضافة لاستكمال معنى النص، ينظر ما سبق.
(٣) ينظر التحفة الملوكية ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>