للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بيبرس فى تاريخه: فتوجها، وأنا يومئذ أجر الجنيب مع المخدوم، يعنى قلاون.

[فتح القليعات وحلباء وعرقا فى شعبان المكرم من هذه السنة]

قال بيبرس: ولما أشرفنا على القليعات، سأل أهلها الأمان، فآمنهم المخدوم، يعنى قلاون، وتسلم الحصن، وحمل الأسرى المأخوذين منه على جمال [٥٢٦] أرسلها السلطان إليه، وحمل بهم على جسر يعقوب بحيث يراهم أهل صفد، فانقطعت قلوبهم خوفا وفرقا، وشاهدوا أصحابهم على تلك الحال، والعساكر تسوقهم مصفدين على الجمال، فأيقنوا بالتلف، هذا والسلطان قد نازلهم، فانضم هذا العسكر إليه، واجتمعوا لديه.

[فتح صفد]

فى تاسع عشر رمضان منها، أعنى من سنة أربع وستين وستمائة، ونزل السلطان الملك الظاهر على صفد فى الثامن من شهر شعبان (١)، وقد جمع لحصارها العساكر المصرية والشامية، وأحضر إليها المجانيق، فحملتها الرجالة على أعناقهم وحاصرها حصارا شديدا، وأخذت النفوس، واستمر القتال، فسلموا الباشورة فى خامس عشر الشهر، واشتد على الفرنج الحصار، وامتد للمسلمين الإستظهار، فأرسلوا فى طلب الأمان، فأجيبوا إليه فى تاسع عشر الشهر (٢)، وفتحت أبوابها، وطلعت عليها السناجق، وتسلمها السلطان، وأخرج أهلها، وأمر بأن يجمعوا


(١) «فى ثامن شهر رمضان المعظم» فى كنز الدرر ج‍ ٨ ص ١١٦.
(٢) «فلما كان يوم الجمعة ثامن عشر شوال طلعت السناجق المنصورة السلطانية على الأسوار» فى كنز الدرر ج‍ ٨ ص ١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>