للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر خروج السلطان إلى الشام]

برّز السلطان [٥٩٤] من قلعة الجبل فى الثالث من شعبان من هذه السنة، ووصل إلى دمشق فى سلخ شعبان، ودخل دمشق فى يوم ثلج ألبس الأرض أثوابا، {وَفُتِحَتِ ١ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً ٢} وخرج عسكر الشام ملبسين متوجهين لغزو سيس وأعمالها، وأقام السلطان بدمشق بعدهم أياما قلائل، ثم جهّز الجاليش صحبة الأمير سيف الدين قلاون الألفى والأمير بدر الدين بيليك الخزندار، فساروا سيرا عنيفا.

قال بيبرس فى تاريخه: ووصلنا إلى المصّيصة (٣) على غرة من الأرمن، فهجمت العساكر عليها عند فتوح أبوابها، فملكوها وقتلوا من بها، وملكوا الجسر، وكان السلطان قد جهز المراكب وحملها صحبته على الجمال ليعدّوا فيها نهر جهان (٤) والنهر الأسود (٥) فلم يحتج إليها، ووصل إليها السلطان على الأثر، وجرد الأمير حسام الدين العينتابى ومهنى بن عيسى إلى البيرة، ودخل السلطان سيس مطلّبا فى العساكر


(١) «وفتحت فيه» فى الأصل، وهو تحريف.
(٢) سورة النبأ رقم ٧٨ آية رقم ١٩.
(٣) المصيصة: مدينة على نهر جيحان، وهى تقارب طرسوس، وبينها وبين أذنة تسعة أميال - معجم البلدان.
(٤) نهر جهان - نهر جيحان - تقع عليه المصيصة، ويصب فى البحر المتوسط على مسافة قريبة منها - معجم البلدان.
(٥) النهر الأسود: أحد فروع الفرات الأعلى، ويعرف عند الترك باسم «قراسو» أى النهر الأسود، ويجرى غرب المصيصة وطرسوس - معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>