للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم توجه إلى العبّاسة وولده الملك السعيد صحبته، ورمى البندق، وصرع ولده طيرا من الطيور الواجبة (١).

وفيها تحيّل السلطان على استخلاص رؤساء الشوانى واستخراجهم من أسر الفرنج، وذلك أنه لما انكسرت الشوانى بقبرس على ميناء نمسون كما ذكرنا، وأن صاحب قبرس أسر رؤساءها وأرسلهم إلى عكا فاعتقلوا بها فى قلعتها، فبذل السلطان لهم مالا فى إطلاقهم، فتوقفوا وتغالوا فيهم، فتحيّل واستمال الموكّلين بحفظهم، ولم يزل يتلطف فى أمرهم حتى سرقوا من محبسهم وخرجوا فى مركب معدّ لهم، وكانت لهم خيل معدّة فى البرّ، فركبوها، ولم يعلم بهم إلا وقد وصلوا إلى الأبواب السلطانيّة، وهم ستة نفر، وكان السلطان كما قيل:

ولكم بلغت بحيلتى … ما ليس يبلغ بالسيوف

وفيها: ورد كتاب ملك الحبشة واسمه محر أملاك (٢) يطلب مطران من بطرك الإسكندرية، فأجابه السلطان إلى ذلك، ورسم لبطرك اليعافبة بأن يجهز إليه مطران، فجهّزه وأرسله إلى السلطان صحبة رسله (٣).

وفيها: توجّه عسكر حلب إلى بلاد سيس، وأغاروا عليها، وعلى مرعش، وقلعوا أبواب ربضها، وتبع هذه الغارة خروج السلطان إليها، وإناخته عليها.


(١) «أوزة خبية» - الروض الزاهر ص ٤٢٩.
والمقصود أحد الطيور المعينة للرماية - انظر زبدة كشف الممالك ص ١٢٦.
(٢) هو المعروف فى المصادر الحبشية باسم «يكونو أملاك Yekuno Amlak «الذى حكم فى الفترة من ١٢٧٠ - ١٢٨٥ م.
(٣) الروض الزاهر ص ٤٣٠ - ٤٣١.
وانظر نص الخطابات المتبادلة فى تاريخ ابن الفرات ج‍ ٧ ص ٣٤ - ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>