للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالانصراف.

وقال ابن كثير: وبقي نائب الكرك، وهو جمال الدين أقوش، خجلًا متوهمًا أن يكون هذا [يظنه السلطان] (١) عن قصد، وكان قد عمل ضيافة للسلطان غرم عليها أربعة عشر ألفًا، فلم تقع الموقع لاشتغال السلطان بهمّة وما جرى له [ولأصحابه] (٢)، ثم خلع على نائب الكرك وأذن له بالانصراف (٣).

[ذكر ما وقع من السلطان بعد دخوله الكرك]

قال ابن كثير: لما جرى على السلطان ما جرى واستقر في القلعة خلع على النائب وأذن له بالتوجه إلى مصر فسافر (٤).

وفي النزهة: لما بات السلطان تلك الليلة في القلعة وأصبح طلب نائب الكرك فقال له: يا جمال الدين سافر إلى مصر واجتمع بخشداشيتك، فباس الأرض وقال: السمع والطاعة، ثم إنه في تلك الساعة صرخ بمماليكه وكل من يلوذ به، ثم بعد ثلاثة أيام نادى السلطان في القلعة والكرك: لا يبقى هنا أحد لا كبير ولا صغير حتى يخرج، فيجيب ثلاثة أحجار من خارج البلاد، مخرج كل من في القلعة والبلد، ثم أمر السلطان أن يُغلق باب الكرك، فرجعت الناس ومعهم الأحجار فرأوا الباب مغلوقًا، فقيل لهم: كل من له أولاد أو حريم يخرج إليه ولا يبقى أحد بحوز الكرك، وما أمسى المساء وقد بقي في الكرك من أهلها دَيَّار، فَمِنْهم من تفرق في البلاد، ومنهم من سكن في مؤتة، ولم يبق في القلعة إلا مماليك السلطان لا غير، واستقل السلطان بتدبير المملكة بالكرك وحدها، فيحضر دار العدل ويباشر الأمور بنفسه، ثم طلب أرغون الدوادار وضم إليه مائتى


(١) إضافة لاستكمال النص، من البداية والنهاية ١٨/ ٧٩.
(٢) إضافة لاستكمال النص، من البداية والنهاية ١٨/ ٧٩.
(٣) ينظر البداية والنهاية ١٨/ ٧٩.
(٤) يراجع البداية والنهاية ١٨/ ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>