للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مملوك، وقال له: سِرْ إلى عقبةُ أيلا، فاحضر بيتي وأولادي وحريمي من الحجاج، فخرج وسار إلى أن وصل العقبة، فأخذهم ورجع بهم إلى السلطان (١).

وقال ابن كثير: وكان السلطان قد قرّر سفر حُرمَه وولده مع الركب المصري صحبة جمال الدين خضر بن سيف الدين نوكيه، وعاجوا (٢) من العقبة إلى نحو الكرك، فوصلوها ودخلوا القلعة، فعند ذلك تقدم إلى الأمراء الذين معه بالعود إلى مصر، وأعاد خمسمائة هجين من الهجن التي استصحبها، وحضر سيف الدين آل ملك الجوكندار وركن الدين بيبرس الأحمدى وزين أمير آخور على الهجن إلى الباب السعيد، وأحضروا كتابًا صادرًا عن السلطان إلى الموالى الأمراء يتضمن رغبته عن الملك وتركه إياه والإقامة بالكرك والإذن لهُم بإقامة مَنْ يصلح لهذا الأمر من بينهم إلى غير ذلك من كلام طويل، فوردت مكاتباته بذلك إلى القاهرة يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوال، وذكر أنه وجد في الكرك من الأموال سبعة وعشرين ألف دينار عينًا وألف ألف درهم وسبعمائة ألف درهم (٣)، وأما نائب الكرك فإنه سار ووصل إلى مصر، ولما تمثل بين يدي سلار وبيبرس قالا له: مَنْ أمرك [بتمكين] (٤) السلطان من الطلوع إلى القلعة؟ فقال: كتابَكم وصل إليَّ يأمرني بأن أنزل إليه وأطلعه إلى القلعة، فقالا: وأين الكتاب؟ فأخرجه، فقالا: هذا غير الذي كتبناه، اطلبوا الطنبغا، فطلبوه، فهرب إلى الكرك عند السلطان (٥).

وقال بيبرس في تاريخه: لما كان يوم السبت الثالث والعشرين من شوال ركبنا جميعًا للتسْيير في سوق الخيل كجاري العادة، فأجرى الأمير سيف الدين سلار والركن أستاذ الدار ذكر ذلك مع الأمراء وقالا: إن السلطان سيّر يتنصل من الملك ويلتمس الإعفاء منه


(١) ينظر النجوم الزاهرة ٨/ ١٧٨.
(٢) عَاج، عَوْجًا: وقف ورجع، القاموس المحيط، مادة: عَوج.
(٣) يراجع السلوك ٢/ ٤٤، النجوم الزاهرة ٨/ ١٧٩.
(٤) بتمكن: في الأصل.
(٥) لم يرد هذا النص في المطبوع من البداية والنهاية ١٨/ ٧٨ - ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>