للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن يقيم بالكرك (١).

قال بيبرس: فقلت ينبغي مراجعته واستعطافه وترضيه ومراسلته إلى أن يذعن لعوده ويستمر في سلطنته، ويتوجه إليه من له صورة من كبار الأمراء في هذه الرسالة، فقالا: متى حصل التردد والمراجعة والتعييد والمعَارضة تخشى من اضطراب الأمور وعبث الجمهور ونفاق العربان وثورة أهل العصيان، فلا بد من اجتماعنا بالإيوان، فظهر لي النفس واتضح، ورأيت أن الإناء بما فيه نضح، فأمسكت عن الجواب، وقلت: الله الموفق للصواب (٢).

وقال صاحب النزهة: لما وجّه الناصر الأمراء الذين معه إلى مصر أمر لوكيله ابن عبادة أن يكتب كتابًا، فكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم، حرس الله تعالى نعمة الجنابين العاليين الكبيرين الغازيين المجاهدين، [وفقهما] (٣) الله تعالى توفيق العارفين، أما بعد: فقد طلعتُ إلى قلعة الكرك وهي من بعض قلاعي ومُلْكي، وقد عولت [على] (٤) الإقامة بها (٥)، فإن كنتم مماليكي ومماليك أبي فأطيعوا نائبي ولا تخالفوه في أمر من الأمور ولا تعملوا شيئًا حتى تشاوروني، فأنا ما أريد لكم إلا الخير، وما طلعت إلى هذا المكان إلا لأنه أروح لي وأقلّ كلفة، وإن كنتم ما تسمعون منى فأنا متوكل على الله، والسلام (٦).

ثم سلم الكتاب للأمراء المتوجهين إلى مصر، فلما حضروا إلى مصر استجمعوا بيبرس وسلار ودفعوا الكتاب إليها، وقرأوه وتشاوروا ساعة، ثم قاموا من باب القلعة وذهبوا إلى دار بيبرس، واتفقوا على أن يرسلوا إلى السلطان كتابًا، فكتبوه وأرسلوه مع


(١) زبدة الفكرة ٤٠٥.
(٢) زبدة الفكرة ٤٠٥ - ٤٠٦.
(٣) وفقهم: في الأصل، والتصويب من النجوم الزاهرة ٨/ ١٨٠.
(٤) إضافة من النجوم الزاهرة ٨/ ١٨٠.
(٥) فيها: في النجوم الزاهرة ٨/ ١٨٠.
(٦) ينظر النجوم الزاهرة ٨/ ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>