للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيكون قد بذل المجهود، ثم ساروا يطلبون الرحبة، والأخبار عند الأزركشي ساعة فساعة، وصمم على التجلد وحفظ القلعة، وأرسل نائب الشام سيف الدين غرلو ومعه مائة فارس ليكشف الأخبار كما ينبغي، فخرجوا متوجهين إلى الرحبة، وغرلو ينشد هذه الأبيات:

يا خليلي قد جفاني رقادي … وهجرت الأوطان والأولاد

وصحبت لدنًا طويل كعوب … وحسامًا قد كان من عهد عاد

أخضر قاطع صقيل متين … ابتر ماض طويل النجاد

وركبت من العتاق حصانا … أدهم عال شديد السواد

وصحبني من الكرام جماعة … أسود كل منهم قوى الفؤاد

من رجال قد بايعوا الله … وناداهم فلبوا المنادى

[ذكر وصول خربندا إلى الرحبة]

وصل خربندا مشرفًا على الرحبة في الثاني والعشرين من شعبان هذه السنة، عند طلوع الشمس.

وقال ابن كثير: كان وصولهم إليها في أوائل رمضان (١)، وكان قراسنقر قدام خربندا، فقال له: إش هذا؟ فقال: هذه الرحبة، فرآها قد حصنوها، وحصنوا قلعتها، فقال لقراسنقر: ألست [قلت] (٢) أنهم يسلموننا القلعة عند وصولنا إلى الرحبة، فقال قراسنقر: أيد الله الخان، هي في يدك، وجميع قلاع الشام.

فنزل عدو الله في الدهليز، والكل يدعون على قراسنقر، وباتوا تلك الليلة، ولما


(١) ينظر البداية والنهاية ١٨/ ١٢٤.
(٢) إضافة للتوضيح، تتفق مع السياق، ينظر ما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>