للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحنوا إلينا في الأصايل والضحى … إذا ما حدى حادى وحركه الوجد

وإن صاح من نحو الأثيلات صائح … فتهت بسكري لا أعيد ولا أبد

رعى الله أياما تقضت بقربكم … وحبي لويلات على الأجرع السرد

يقرب معا سيل من الترك خرَّدا … إذا ما انثنوا تحت الغلائل بالقد

أتوه فلا أدري من الغى أن أنا … من المعشر الحضار أم غائب الرشد

أيا معشر السادات جدوا وجوّدوا … وثوروا إلى الخيل المسومة الجرد

فلا يدرك العلياء عزم مقصر … ولا يبلغ القصوى بغير التجرد

ولا كل من رام العلا نالها ولا … كل ساع يدرك السؤل والقصد

قال الراوي: واندفعت العساكر، والأفرم قدام خربندا لا يفارقه ليلًا ولا نهارًا، فقال له خربندا، يا جمال الدين لأى معنى قراسنقر في اجتهاد عظيم ليلًا ونهارًا من أمر العساكر وتجهيزها، وأنت ساكت لا تتكلم، فباس الأفرع الأرض، وقال: أيد الله مولانا الخان، أعلم بأن قراسنقر مكره معروف بين الناس، وقد عرفه كل من جربه، والخان أيضًا لا بد أن يعرفه، وله كلام من غير اعتبار سواء أن يصيب أو يخطئ، ومثلك الملك لا ينبغي أن يُتكلم بين يديه إلا بشيء يكون، وشيء فيه مصلحة ظاهرة، ولا بد أن ينكشف لك كلام قراسنقر عن قريب، وأنا، أقسم بالله العظيم، ونبيه الكريم، أن كل شيء يقوله قراسنقر قدام الخان ما فيه شيء صحيح، والله العظيم ولو وافقنا من أمراء الشام أميرًا وأميران لما جئنا إلى هاهنا، ولو كان نائب الرحبة سلم الرحبة إلينا لما جئنا إليك، وكيف يقول بين يدي مثلك أن أمراء الشام معي، ونائب الرحبة معي إذا وصلنا إليه يسلمها لنا، هذا شيء أنا ما أقدر أن أقوله قدام مثلك.

قال الراوي: وكان جوبان حاضرًا: فلما سمع هذا الكلام ضحك، وقال: هذا هو الكلام الصحيح، فقال خربندا: قراسنقر مجتهد، فإن أصاب كان المراد، وإن أخطأ

<<  <  ج: ص:  >  >>