للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأموالهم وأولادهم، فأجابهم، وتسلم القلعة منهم، وطلعت عليها السناجق (١) السلطانيّة في العشر الأوسط من جمادى الآخرة من هذه السنة، وأمر السلطان بهدم المدينة فهدمت، وكذلك هدمت القلعة، وقد كانت الفرنج قد اعتنوا بعمارتها وتحصينها فجعلوها بلقعا (٢) لئلا يكون لهم إليها عودة، وقد كان الريد افرنس (٣) لما أطلق من الأسر من ثغر دمياط حضر إليها وعمّرها وأنفق عليها أموالا.

وذكر ابن عساكر فى تاريخه: أن أوّل من بناها الملك طنكلى فى سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة (٤)، ولما فرغ السلطان من هدمها رحل عنها إلى الشقيف منصورا.

[ذكر فتح شقيف أرنون]

فى رجب من هذه السنة.

ولما أتى إليها السلطان نزل عليها، وقد كان جهّز لمضايقتها عسكرا صحبة بجكا (٥) العزيزى، وله قلعتان، ولما ضويقوا عجزوا عن حماية القلعتين، فأحرقوا أحديهما، فتسلمها المسلمون في السّادس والعشرين من رجب، وخرج الوزير


(١) سنجق - سناجق: لفظ تركى، يطلق فى الأصل على الرمح، والمقصود الأعلام السلطانية - صبح الأعشى ج‍ ٤ ص ٨، ج‍ ٥ ص ٤٥٦، ٤٥٨.
(٢) البلقع: الأرض المقفرة - المنجد.
(٣) المقصود لويس التاسع ملك فرنسا، وانظر كنز الدرر ج‍ ٨ ص ١٢٤.
(٤) انظر أيضا الروض الزاهر ص ٢٩٤.
(٥) «الأمير بدر الدين بكتوت بجكا العزيزى» فى الروض الزاهر ص ٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>