للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمراء فى خدمته، ودخل الملك المظفر عند السلطان، فأكرمه، وأجلسه إلى جانبه على الطراحة، وطيّب خاطره، وقال له: أنت من بيت مبارك، ما حضرتم فى مكان إلا وكان النصر معكم، ثم عاد الملك المظفر وعمه الأفضل إلى حماة، وعملا أشغالهما، وكذلك باقى العسكر الحموىّ، وتأهّبوا للمسير إلى خدمة السلطان الملك المنصور ثانيا.

[ذكر فتح المرقب]

خرج السلطان الملك المنصور من دمشق بالعساكر المصريّة والشامية، وأتى إلى مرقب (١)، ونازلها فى أوائل ربيع الأول من هذه السنة، وهو حصن الأسبتار فى غاية العلّو والحصانة، لم يطمع أحد من الملوك الماضين فى فتحه، ولما زحف العسكر عليه وأخذ (٢) الحجارون فى النقوب، ونصبت عليه عدة [٧٠١] مجانيق كبارا وصغارا، طلب أهلها الأمان، فأجابهم السلطان إلى ذلك رغبة فى بقاء عمارته، فإنه لو هدمه وأخذه بالسيف حصل التعب فى إعادة عمارته، فأعطى أهله الأمان على أن ينتقلوا ويأخذوا معهم ما يقدرون عليه غير السلاح.

قال ابن كثير: فصعدت السناجق السلطانية والألوية المنشورة على حصن


(١) المرقب: بالفتح ثم السكون: قلعة حصينة تشرف على البحر المتوسط، كانت فى يد الأسبتارية - تقويم البلدان ص ٢٥٤، تاريخ ابن الفرات المجلد ٨ ص ١٧، ١٨.
(٢) «وأخذت» فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>