للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسار متوجها نحو الأردو، وأمسك شخصا يسمى أيدغدى الشهرزورى من مماليك الأمير شمس الدين قراسنقر نائب حلب، كان عند صاحب سيس من جهة المشار إليه، وجهه له فى طلب القطيعة، وعلم برلغو به، فأمسكه وأخذه معه [على (١)] أنه إذا قدمه إلى خربندا يثبت فعله (٢) عن صاحب سيس فى مواطأته للمسلمين ومراسلته لهم، ثم إن أخا صاحب سيس المسمى ليون توجه إلى الأردو واستصحب معه نساء أخويه الذين قتلا، لابسات الحداد، متذرعات بالسواد، شاكيات من قتل أصحابهن، فلما وقف خربندا على الخبر أمر بقتل برلغو بالسيف، فقتل على مكانته، وأقر صاحب سيس على مملكته وأعاده إلى بلاده (٣).

[ذكر ما اتفق لابن تيمية فى هذه السنة]

وفى يوم الجمعة رابع عشر صفر: اجتمع قاضى القضاة بدر الدين بن جماعة بابن تيمية فى دار الأوحد (٤) من قلعة الجبل، وطال بينهما الكلام، ثم تفرقا قبل الصلاة، وابن تيمية مصمم على عدم الخروج من السجن، [٣٨٨] فلما كان يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الأول: جاء الأمير حسام الدين مهنى ابن عيسى ملك العرب إلى السجن بنفسه، وأقسم على الشيخ ليخرجن إليه، فلما خرج أقسم لا يعود حتى يأتى معه إلى دار سلاّر: فاجتمع به بعض الفقهاء فى دار سلار وجرى بينهم بحوث كثيرة، ثم فرقت بينهم الصلاة، ثم اجتمعوا إلى المغرب، وبات تقى الدين عند سلار، ثم اجتمعوا يوم الأحد بمرسوم


(١) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٢) هكذا بالأصل، والمقصود «قوله».
(٣) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٥٣ ب - ٢٥٤ ب، وانظر أيضا التحفة المملوكية ص ١٨٣.
(٤) «دار الأوحدى» - فى البداية والنهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>