للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يركبوا بالعسكر، ويكون الجميع مقيمين بين حماة وحمص، وركبوا إلى أن وصلوا.

وفى بكرة ذلك النهار حضرت جماعة من العربان وأخبروا أن طائفة من المغل قد طرقت نحو القريتين للغارة، فاجتمع الأمراء بنائب حلب وقالوا: ينبغى أن يركب بعض العرب على الهجن ويكشف خبر هذه الطائفة وهم فى مثل ذلك، وإذا قد حضر الأمير ثابت بن يزيد وعرفهم أن الخبر صحيح، وطائفة من المغل كبست على القريتين وأخذت وتركمانها (١) وجيمع ما فيها من المواشى، ولم يدعوا فيها أحدا، وساقوا أموالا عظيمة، وأنهم عازمون العود، وبكرة النهار يكونون بالقرب من عرض.

ذكر إغارة التّتار على القريتين:

قال بيبرس فى تاريخه: وعند دخولنا دمشق استبشر أهلها وفرحوا، واتصل بنا اجتماع عسكر حلب صحبة الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورى، نائب السلطنة بها، وعسكر حماة صحبة الأمير زين الدين كتبغا المنصورى الملقب بالعادل، وعسكر طرابلس صحبة الأمير سيف الدين أسندمر الكرجى نائب السلطنة بها، ومن كان قد جردّ إليهم من العساكر الدمشقية وهم: الأمير سيف الدين بهادر آص، والأمير سيف الدين آنص الجمدار وغيرهما، واتفق وصول مقدمة التتار إلى قريب القريتين (٢) فأغاروا عليها فى خمسة آلاف فارس، وبها جمع كثير من التركمان الجافلين (٣) بحريمهم وأولادهم وأغنامهم، فوقع التتار


(١) هكذا بالأصل: ويبدو أن هناك كلمة ساقطة قبل ذلك اللفظ.
(٢) بلدة كبيرة من أعمال حمص، وتدعى حوارين - معجم البلدان.
(٣) «الحالين» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>