للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه السلطان وولاه وظيفة، إن هذا أمر عجيب.

[ذكر قضية أمير موسى بن الملك الصالح]

قال ابن كثير: وفيها بلغ السلطان أن بتخاص حَسَّن للأمير موسى (١) الخروج على عمه الملك الناصر، وطلب المُلك لنفسه، واتفقا على ذلك، واعتضد بالمماليك المظفرية الركنية، وكانوا متفرقين عند الأمراء، وتقرر معهم أن يثب كل مملوك على الأمير الذي هو عنده فيقتله، فطلب السلطان بتخاص، وكان ساكنًا بالقلعة، ففهم بالأمر، فأغلق داره وامتنع بها، وصعد مماليكه على أعلى الدار بالقسي للممانعة، وقصد هو خلع الشباك الحديد والخروج منه، فوجه السلطان جماعة من الوشاقية (٢) وغيرهم، فوقفوا تحت الشباك، وآخر حاله أنه أُحضر فقُبض عليه.

ثم طلب الأمير موسى، ابن أخيه الملك الصالح، فهرب، واشتد الأمر في طلبه، ثم ظفروا به عند بلبان استادار سيف الدين قطز بن الفارقاني بحارة زويلة، فقُبض عليه، وعلى الذي وُجد عنده، وأحضر بين يدي السلطان، فأمر بتشهير الذي أخفاه، فسُمِّر وطيف به على جمل، ثم وقعت الشفاعة فيه فأُطلق، وقرر أمير موسى وبتخاص فأقرا على جماعة من المماليك المظفرية، فقُبض عليهم، وأدخل أمير موسى إلى بعض قاعات القصر، وأشيع أنه سفره إلى (٣) اليمن، ثم أظهر موته في العشر الأول من صفر سنة ثلاث عشرة (٤)، وأمر بعمل عزائه (٥).


(١) هو: موسى بن على بن قلاوون، أشيع موته سنة ٧١٨ هـ/ ١٣١٧ م، الدرر الكامنة ٥/ ١٤٨ - ١٤٨، رقم ٤٨٨٧، وينظر أعيان العصر ٥/ ٤٨٠ رقم ١٨٩٤.
(٢) الوشاقية = الأوجاقية: أوشاقى - أجاقى: الذي يتولى ركوب الخيل للتسيير والرياضة، صبح الأعشى ٥/ ٤٥٤.
(٣) وأمر بعمل عزائه: في الأصل، وهو سبق نظر مما يلى:
(٤) ينظر هامش (٢) بالصفحة السابقة.
(٥) لم يرد هذا الخبر في المطبوع من البداية والنهاية، وينظر ما ورد في التحفة الملوكية ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>