للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعند ذلك رسم بتجريد العساكر إليهم من كل مملكة من الممالك الشمالية، فتوجه أقوش الأفرم من دمشق يوم الإثنين ثانى المحرم بالعساكر الشامية، وصحبته من الرجالة نحو خمسين ألفا على ما قيل، وتوجهوا إلى جبال الكسروانيين والجرذيّين، وطلع إليهم سيف الدين أسندمر النائب بطرابلس من أصعب المسالك، واجتمعت عليهم العساكر من الرجال والتراكمين الأبطال، فأبادوهم قتلا وتشتيتا فى البلاد، وسبيت نساؤهم، وبيعت أولادهم، واستخدم أسندمر المذكور منهم جماعة بطرابلس، وانقطع أثرهم من الجبال، وعاد العسكر إلى دمشق، وقتل فى هذه الوقعة الأوحد ابن الملك الزاهر، أحد أمراء دمشق، وعاد الناس إلى دمشق فى رابع صفر.

[ذكر مهلك قطلوشاه نائب خربندا ملك التتار]

قال بيبرس فى تاريخه: وفيها هلك قطلوشاه نائب قازان، وكان قد استقر به خربندا على قاعدته، وجرّده إلى بلاد كيلان لقتال الأكراد والغارة على تلك البلاد، فسار إليهم، وقد حشدوا واستعدوا، فخرجوا للقائه، واقتتلوا معه، فكانت لهم النصرة وعليه الكسرة، فعلت كلمتهم لأنها كلمة التوحيد، وتبدّد التتار أى تبديد، وقتل قطلوشاه فى الوقعة (١).

قلت: وكان السبب فى تجريد خربندا نائبه قطلوشاه إلى بلاد كيلان ما بلغه عنهم أنهم على مذهب يخالف مذهب المسلمين، فقال: لا بد لى أن أبعث إلى


(١) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٤٦ ب، التحفة الملوكية ص ١٧٨، وانظر أيضا نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ٤١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>